شعب ما يحنب!!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
لا تستهن بشعب يوظف كل ما حوله لحاجته وبطريقة ذكية ومذهلة. سأكتب عن تفاصيل صغيرة من يومية شعب لا يقهر، شعب لا يعجز ولا يحوش، شعب يُلين الصعب إلى سهل، يجعل من العجز والعدم مخرجاً، ومن النهاية بداية.
ثق يا عزيزي بشعب عظيم وحاذق وكريم ومقتصد وحريص، شعب يبدأ من النهاية، لا يستسلم، يضحي بروحه ليصنع نصراً وحياة للآخرين.
يا صديقي، الشعب الذي يوظف المقتنيات والأدوات بعد أن تفرغ من المواد التي بداخلها إلى أدوات مختلفة وفاعلة سينتصر. شعب يشتري علبة الحليب المجفف وبعد أن يكمل الحليب، يحول علبتها الفارغة إلى سلة قمامة وحصالة يضع فيها أغراضه وحاجاته الصغيرة. يشتري قارورة الفيمتو الزجاجية وبعد أن يفرغها لا يرميها، بل يقوم بتنظيفها ويستخدمها لحفظ السمن البلدي والعسل.
يستخدم تنكات (عُلب) السمن الفارغة لوضع الحبوب والأغراض، بل ويصلح منها أيضاً آلة عود طربية.
يفرغ شوالة القمح والأرز، ثم يقوم بتقطيعها إلى قطع صغيرة ليضعها على «دبيب» الماء لتبريد الماء الموجود فيها. يحول أيضاً الشوالة إلى «خُرج» يضعه فوق الحمار لينقل فيها الأشياء والماء.
شعب لا يعجز، يشتري الغترة ليعصبها على رأسه، لكنه يستخدمها أيضاً لتغسيل القات، ويحمل فيها الأغراض و... و... الخ. ويستخدم البندقية لرمي الحارق والخارق والطلقات الصوتية والمضيئة.
شعب يوقف نزيف الدم بإحراقه للبارود على جرحه ويقطع النزيف كحل مبدئي، ويذر الشمة على الجروح لوقف النزيف.
والجميع يذكر البدائل التي ظهرت خلال العدوان والحصار على اليمن. فالسائق اليمني مع الحصار ومنع دخول المشتقات حوَّل مركبته التي تعمل بالبترول إلى مركبة تعمل بالغاز. وصاحب الفرن استخدم الحطب ومواد بدائية نافعة لتنضيج الخبز والروتي. هذا إلى جانب الصناعات والمنتجات العظيمة التي ظهرت كبدائل خلال الـ6 السنوات الماضية.
شعب لا يعجز، وأصبح الآن ينتج ويصنع أسلحة وصواريخ مختلفة ومتطورة. شعب لا يعجز، ومن يعتدي عليه يحنب ويعجز ويهزم.

أترك تعليقاً

التعليقات