صحيفتان
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -

صادفت صباح الأحد رجلاً مسناً في حي القاع، كان جالساً خارج البوفية يتصفح عناوين صحيفة «لا» اليومية، ويتحدث مع شخصين يقابلانه بنفس الطاولة. كنت أنا خارجاً من البوفية برفقة صديقي أنور عليان. سمعت الرجل المسن يهدر مع زملائه الأصغر منه سناً. سمعته وهو رافع الصحيفة بيد ومشيرا بسبابة اليد الأخرى إلى عناوين الصحيفة يقول لهم شوفوا هذا العنوان المميز، بيختاروا عناوين قوية. وأنا خارج سمعت جملته هذه وقد توقفت وصديقي عليان، اقتربت من المسن وقلت له أيوه عناوين قوية بالفعل. مباشرة قام يضيف لكلامي قال أنا مدمن عليها وآخذها يومياً، والشاهد الله وصديقي عليان. ليس هذا هو المغزى من مقالي. فصحيفة «لا» متميزة ولها قراء كثر.
فرحت لما شفت صحيفة «لا» بيد المسن. ومددت يدي لأمسك الصحيفة وقلبتها عشان أشوف من بسط على بقعة مقالي الأسبوعي هذاك اليوم في الأخيرة. كان زميلنا المتألق عبدالمجيد التركي. المهم رجعت أحدث الرجل المسن قلت له أنا أكتب فيها كل يوم أربعاء هنا، وأشرت له حيث بقعة المقال حقي بالأخيرة. قال أيش اسمك؟ قلت له عمر القاضي. قال: أيوه صح قد قرأت لك كثير.
صحيفة «لا» اليومية أصبحت الصحيفة الـ»توب» والمتميزة بالسوق. وهذه الحقيقة والإشادة التي أسمعها من القراء الكرام. وحبيت أكتبها هنا. 
انطلقنا من جوار البوفية على متن دراجة صديقي عليان باتجاه التحرير. شاهدت أثناء عبورنا من حي البونية رجلاً أربعينياً وهو جالس أمام إحدى البوابات وفي يديه إحدى الصحف الرسمية، حملقت عليه وقلت لصديقي عليان أيش قصة اليوم يقرؤوا صحف. الرجل الذي كان يقرأ تلك الصحيفة الرسمية كفت الصحفية ورماها إلى تحت الكرسي الذي يقعد عليه. حدث هذا المشهد أمام عيوننا أنا وصديقي عليان الذي لا علاقة له بالصحافة ولا يكتب. أما أنا ربما يظن زملاؤنا المحترمون بتلك الصحيفة الرسمية أنني أتبلى عليهم باعتباري أكتب في صحيفة «لا» مقالاً أسبوعياً. أنتم زملاء لكن قدها الحقيقة. لا أعرف ما الذي أغضب ذلك المتصفح من الصحيفة الرسمية اليومية، حتى يكفتها هكذا بغضب ويرميها تحت المقعد. 
لا ألوم المتصفح والقارئ عندما يتعامل بعنف مع بعض الصحف، لأن القارئ عندما يجد صحيفة فيها مضمون ومادة متنوعة، ومحتوى متميز، سوف يلفها زي المسن الذي صادفته سابقا والذي ظل يشيد بصحيفة «لا». فقط أريد أن أقول للقائمين على تلك الصحيفة الرسمية بأن مقاس الصحيفة بهذاك الحجم متعب ومنهك للقارئ وأصبح الناس يستخدمونها كسفرة لوضع الأكل على صفحاتها. يعني لو قصرتم حجمها هل هذا ينفي رسميتها. الرسمية ليست بالحجم والكبر. إنما بالسياسة والمحتوى الجيد و... الخ. المحتوى الذي يلبي احتياجات القارئ لا أن يغضب منها ويكفتها لتحت المقعد. معاكم ميزانية لا بأس فيها وتقدروا تطوروا من الصحيفة بالكتابة والأسلوب والمحتوى. برغم أن هذه الصحيفة الرسمية لها من بداية الثورة، إلا أنها لاتزال بنفس النسق والإطار والمحتوى والحجم، وكأنهم لو غيروا شيئاً فيها سوف يصادر رسميتها وتاريخها.

أترك تعليقاً

التعليقات