ذمار غير!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -

البرد في ذمار أخف بكثير من برد صنعاء. أمانة البرد إشاعة على ذمار. في برد، لكن لا مقارنة ببرد صنعاء القارس. لو برد ذمار أقوى من برد صنعاء والله ما يطلع غصن قات حتى لو سقيته بأقوى مبيد خطير. ذمار تصدر البطاط والطماط وكل أنواع الخضروات.
صحيح كانت زمان محافظة ذمار باردة، لكن جوها تغير كثيرا في السنوات الأخيرة.
ما إن تذكر محافظة ذمار لشخص على طول يخطر في ذهنيته البرد حق ذمار، ويسألك كيف البرد بذمار. ما قد صادفت شخص يسأل عن الوضع في ذمار ولا عن الزراعة ولا عن الأشياء الجميلة بذمار. أو يسألك عن القات العنسي. والبعض يكلمك عن أبناء ذمار وأنهم أصحاب نكتة وزباجين. يترك كل شيء ويمسك على التنميط والهوامش الصغيرة.
لا أعرف لماذا تبقى مثل هذه التنميطات والتعريفات ملتصقة في ذهنيات الكثير تجاه جغرافيات معينة وإلى الأبد. حتى وإن تغيرات وأزيلت تماما سيبقى يسألك عن البرد.. لك بردة ببطنك مصدقين أن ذمار منطقة تشبه شمال سيبيريا المتثلجة. ذمار باردة وجميلة. أو البعض يحكم عليها من خلال جزعته على خط تعز صنعاء فقط. طبيعي تشعر بالبرد والزحمة وأنت محشور في الخانة الأخيرة حق البيجوت سع الكبش.
أشك أن الذي أطلق مثل هذه التنميطات على مناطق كان له هدف معين من وراء ذلك. الآن لو ذهبت تقنع مستثمر من تعز وإلا من عدن بأن ينزل يستثمر في محافظة ذمار بتلاحظه يصاب بالبردة. وهو أصلا ما يعرف ذمار إلا من خلال الخط وإشاعة البرد المبالغ فيها.. طبيعي المستثمر يرتعش ويبرد.
الذي أطلق زمان عبارات قذرة ومليئة بالاستهتار عن القبائل وأنهم متخلفين وأنهم لا يفهمون شيء، أعتقد هو نفسه من أطلق أن ذمار باردة وأن أبناءها زباجين. وهدفه هو تحجيم المحافظة وإلغاء دور ذمار النضالي وعطائها وخيراتها الوافرة في الزراعة، ودور أبنائها في الدولة وفي الجانبين السياسي والعسكري. هل تعرف عن مديرية آنس فقط ومشاركتها في السلك العسكري تاريخيا؟!
وحاليا نعرف جميعا كم قدمت محافظة ذمار شهداء، قدمت رقماً كبيراً وهو 7 آلاف شهيد، ومازالت ترفد جميع الجبهات حتى اللحظة بالرجال وترفد الجميع من خيراتها. في ذمار برد وحماسة وحركة وأمن ووعي ونماذج وطنية ومثقفين وشعراء وأدباء وشهداء وخيرات.
يا عم بردان، أشتي أسألك، الشاعر عبدالله البردوني من أي جغرافية؟ صح من ذمار.
في ذمار قصص ونكات وبساطة وحكايات وكل شيء، فلا تحكم على ذمار من خلال عبورك من خط تعز صنعاء.

أترك تعليقاً

التعليقات