أجنبي داخل الباص!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
سافرت آخر مرة إلى ذمار على متن باص بدون رقم. الرقم موجود لدى السائق لكنه حطه أمامه داخل الباص. كلما وصلنا نقطة تفتيش يطلبوا منه يجنب على محاذاة الإسفلت. السائق يأخذ الرقم وينزل يتفاوض مع القائمين على النقطة.. وعلى هذا الشغل طوال الطريق من صنعاء وصولا إلى ذمار. وأنت احسب كم عدد النقاط وفي كل نقطة نتوقف 10 دقائق.
في أول نقطة حاولت أقدم مقترحاً للسائق بأن يعلق رقم الباص بأي شيء بمسامير، بغراء، بعجين، كما كنا نلصق صور المرشحين حق الناصريين والاشتراكي زمان أيام الانتخابات. لكن صاحب الباص لم يأخذ كلمة من مقترحي غير الموثوق به، إذ لن يجدي الغراء في تثبيت لوحة معدنية ثقيلة حتى أقرب ورشة لحام لكي نثبتها للأبد.
كان الباص ممتلئاً بركاب يمنيين بسطاء، ما عدا راكب واحد (حبشي)، كان يجلس في المقعد الأخير جوار 3 ركاب. أحد الركاب الثلاثة في المقعد الأخير منذ أن انطلقنا من صنعاء وهو يجادل الحبشي ويحقق معه. كانوا يتجادلون بصوت مرتفع طغى على ما دونه داخل الباص استفزني حديث الراكب مع الحبشي وهو يحقق معه ويسأله عن إقامته، وكيف دخل اليمن، ويهدده عن طريق المزاح أنه سيبلغ عنه. فاقتحمت نقاشهم وقلت لصاحب ذمار: «عيب تتعامل مع إنسان غريب عن بلاده بهذه اللغة، هذا ضيف عندنا، وبأي طريقة دخل اليمن كانت شرعية أو غير شرعية هذا مش من اختصاصك، هذا من اختصاص الجهات المعنية». وتابعت أهدر معه فقلت: «تعرف أن الحبشة والصومال وجيبوتي، الدول الوحيدة التي استقبلت النازحين اليمنيين على أراضيها».
ثم أضفت: «أنت تذكرني ببعض الصعاليك السعوديين الذين يمارسون نفس التعامل حقك تجاه اليمنيين الذين يدخلون السعودية يطلبوا الله».
لقد أفحمت رفيقنا اليمني بردي، وعلى إثرها رجع يتودد ويبرر لي أنه كان يمزح معه. وقام بنفس الوقت يعتذر للمواطن الحبشي ويعتذر لركاب الباص الذين كانوا يسمعون حديثهم.
أنا أحترم كل مواطن جاء لليمن يطلب الله في مهنة غير مخالفة للقانون والمبادئ الوطنية اليمنية. أحترم كل الأجانب الذين بقوا هنا معنا تحت القصف والحصار ولم يغادروا مثل بعض الأجانب الذين غادروا مع السفارات حقهم بذريعة أن اليمن خلاص بينتهي ومحاصر وسوف تتأثر علاقتهم مع الغازي الأجنبي في حالة استمروا في البقاء هنا باليمن.
كان هدفهم من مغادرتهم اليمن نزع الشرعية عن الطرف الذي يحكم صنعاء. ولكن عليكم أن تعرفوا أن الشرعية هي لمن يتواجد على الأرض هنا، وهو الذي يمثل اليمنيين أجمع. كمان لن تعودوا إلى اليمن مجددا يا تافهين.
هذا الحبشي الذي داخل الباص أشرف منكم وأشرف من بعض المزايدين اليمنيين الذين هربوا بذريعة أنهم ملاحقين، وجالسين حاليا في الخارج يزيفوا الحقائق ويطلبوا الله بمعاناة اليمنيين وأوجاعهم في المحافل الدولية.

أترك تعليقاً

التعليقات