هكذا زرت إيطاليا وألمانيا
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -

أول ما طلعت صنعاء رحت ميدان التحرير وتصورت فوق خيل جائع هالك، صاحب الخيل هناك خبطنا الزلط التي كانت بجيبي كلها.
أنا قلت بتصور صورة واروح البيت، وقد طلعت الخيل على ضوء هذا القرار.
لكن المصور قبل أن يطرق لي صورة وأنا مشتبح فوق الخيل سع الزير سالم، قال لي: التفت شوية إلى هذه الجهة وتخيل أنك في إيطاليا. وأنا التفت وصدقت وتخيلت أننا في إيطاليا. وبعد أن طرق لي صورة قمت بانزل من فوق الخيل. أسمع المصور يقول لي لحظة، لحظة، بازيدك صورة وأنت في ألمانيا. أنا فرحت أننا بتصور في ألمانيا. المصور بدأ يرشدني أيش أفعل من حركة. وبعد أن نفذت الحركة التي تثبت أننا في ألمانيا، قال لي: أيوه، الآن تخيل إنك في ألمانيا. وأنا تخيلت بنفس الخيال السابق حق إيطاليا. وطرق لي صوره ثانية. وأنا مصدق حالي وأننا بألمانيا.
قمت بانزل من فوق الخيل. كمان قال لي: لحظة باقي نطرق لك صورة ثالثة وأنت بأمريكا باتطلع حلوة.
قلت له: وأنا بأمريكا. قال: أيوه، وباخلي الحصان يرفع أقدامه الأمامية ويصهل أثناء التقاط الصورة، عشان تكون بأمريكا بالفعل المهم جزعنا ثلاث دول وأنا في بقعتي على متن خيل جائع يقف وسط ميدان التحرير وعليه الخيّال الواسع. بعد أمريكا كان المصور عاده ينوي يلتقط لي صورة رابعة وأنا في كندا. لكني رفضت ونزلت من فوق الخيل المنهك. وذهبت معه عشان نحمض ونخرج الصور بنفس الوقت. وقد دفعت الزلط كلها التي كانت بجيبي مقابل ثلاث صور التقطها في أوروبا ثم عدت إلى البيت أخبطها رجل، طالما وأنا تخيلت بصدق في ذلك اليوم الأغبر. عاده لو كنت ندعت صورة رابعة وأنا في الاتحاد السوفيتي عشان الرفاق القدامى ما يزايدوا علينا. مدري كيف جزعت علي هذه الفكرة يومها، حتى المصور ولا ذكرها.
أما صديقي مناف السيد الذي كان يطلع صنعاء بالإجازة يشتغل عامل. أمانة ما فيش دولة إلا والتقط فيها صورة وتخيل أنه فيها أكثر مني. كان كل يوم خميس يعود من العمل إلى ميدان التحرير عشان يتصور ويتخيل. وبالأخير رجع القرية بفلوس سلف وبحوزته مدري كم ألبومات مليانة صور وهو في دول البلقان وفي الدول الإسكندنافية وفي أمريكا أيضاً.
رجع القرية يعلمنا بصوره، واحدة تلو الأخرى مع ذكر الدولة التي تصور فيها. مش داري أننا قد سبقته قبل عام وتصورت في ثلاث دول أوروبية في ميدان التحرير.
الله على خيال واسع يمنحك إياه المصور في ميدان التحرير وأنت شامخ فوق خيول التحرير الجائعة، أمانة يخليك ترجع البلاد تمشور بالحمار حقكم عشان تتخيل نفسك حتى ولو أنت في دولة إفريقية وتعجز عن ذلك وأنت على متن حمار، كل ما يستطيع أن يفعله هو أن ينذق بك بأطرف شاجبة وتكسر يدك.
ابن الريف في أول زيارة له إلى العاصمة صنعاء يذهب في أول يوم إلى ميدان التحرير يركب على الخيل ويتصور. وعندما يرجع إلى القرية تكون تلك الصور كدليل قاطع لإثبات أنه كان بصنعاء.
المهم الصور التي التقطها لي مصور وأنا على متن أحد الخيول، عندما عدت إلى القرية قمت بتمرير هذه الصور على أغلب أبناء القرية عشان يشاهدونها ويبدون إعجابهم بالفتى المغوار والمتخيل.

أترك تعليقاً

التعليقات