دهفة يا رجال!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -

السيارات حق اليمنيين كلهن مدقدقات، من الصعب تجد سيارة جديدة لنج، إلا تلك اللاتي يتواجدن في المعارض، والدور عليهن قادم.
عندما تنظف سيارة ستجدها إما مكسور حقها الأصطب أو البنكة، أو المرايا مخلوعة. أما سيارة الأستاذ عبدالمعطي إلا لحالها، مش فقط مخلوع عليها المرايا والبنكة وبدون هون، كمان مكينتها ما تشتغل إلا بعد تعب وعذاب، يعني يقطع فيها نصف الطريق وهو يداعي الناس يدهفوا معه السيارة. أحلى شيء في عبده أن لديه أمل وتفاؤل كبير تجاه بطاريته الميتة وأنها ستنتع.
كل شوية تسمع عبده وهو يطمئن الذين دعاهم يدهفوا معه سيارته هكذا: «أيوه زرة.. زرة يا رجال، باقي شويه وتنتع». أيش تنتع يا عبده. الجماعة تعبوا وهم يدهفوا معك وقد هربوا ولم يتبقى إلا اثنين يدهفوا.
عبده يتوقف وينزل من السيارة ويستمر ينادي أشخاص آخرين يدهفوا بدلا عن الذين فحطوا عليه. ومن هذا الشغل إلى أن تنتع سيارة عبده.
ثم يقوم بدعس الكلتش لعدة مرات وبكل قوته لما يصيح أبوها وصوتها يملأ الشارع. طبيعي فعبده لديه حرمان من سماع هذا الصوت المرتفع الذي أصبح يدوي الخلق طالما وقدمه ماتزال على الكلتش. أنت تقول له: يكفي يا عبده ضجيت العالم هيا ننطلق، وهو يرد: لحظة أنشّق أبوها شوية عشان تحمي وتشتحن البطارية.
أحيانا ينشّقها لما تطفي. وأحيانا ينشّقها لما تشتحن البطارية والناس والمحلات، وما يرفع قدمه إلا بعد أن يشبع حرمانه من صوت سيارته المشقدفة.
وبعد رفعه لقدمه تدريجياً من فوق الكلتش، تشاهد عبده يفتح الخانة الصغيرة ويخرج منها شريط يقوم بنفخه والخبط فيه عرض التبوت الداخلي لعدة مرات. ثم يغمسه داخل مسجلة عاطلة منذ وقت طويل. إذا كانت السيارة بكلها نتعت واشتغلت معه بالقوة، ما بالك بمسجلة عبده العاطلة، ورغم أنه يعرف جيدا أنه ومهما حاول فإن مسجلته لن تشتغل. لكن كما سبق أن قلت فإن لدى عبده أمل وتفاؤل كبير تجاه مسجلته العاطلة وأنها ستدندن كما هو تفاؤله تجاه سيارته وأنها سوف تنتع وتشتغل ولو قطع فيها كل الطريق وهو يدهف.

أترك تعليقاً

التعليقات