زحمة مبايعة
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
مازلنا أوفياء معك يا شهر رمضان. منذ ثمانية أعوام ونحن نستقبلك بحفاوتنا وفرحتنا وطقوسنا الرمضانية الجميلة والبسيطة.. تأتي إلينا يا رمضان ونحن كما عهدتنا أوفياء للطفر وبدون رواتب، نحمل معاناتنا وحزننا وديوننا وشموخنا وعزتنا ولم ننكسر. نستقبلك بالروحانية والصبر والوفاء والشوق والاستعداد النفسي والمعنوي. وإلا ما المادي من المؤكد لا يتوفر على الإطلاق. فحتى أطفالنا سيستقبلونك بالفرحة والقريح ككل عام تزورنا يا رمضان. أما الكبار فسيستقبلوك بالذهاب إلى الأسواق لزحمة المبايعة ويأخذون نظرة لكل ما طاب لهم في المحلات والأسواق ويبايعون عن السلع ويغادرون عائدين إلى منازلهم كما جاؤوا. فقط القليل منهم من سيشتري أقل من حاجته ويعود إلى منزله سعيدا.
يعني زحمة رمضان هذه السنة زحمة مبايعة وخذ لك نظرة وروحت.
والتجار، الله لا وفقهم، ما قصروا مع المواطن الغلبان والموظف الذي بدون راتب. أصبح لدى التجار مناعة رأسمالية مزيفة يقومون بثرثرة معاناتهم ويشكون ويبكون أكثر من المواطن نفسه، مثل “السوق بارد”، و”الشراء مرتفع” و”الدولار مرتفع”، و”البضاعة دفعنا حقها كيت وكيت”، ومن تلك الفهلوات الرأسمالية حق التجار.
يستبقون المواطن حتى لا يبايعهم ولا يسرد معاناته ولا يتدين منهم ويقبل بسعرهم الباهظ والمنهك. تخيل تجارا يبررون لك بهذه الخبيرات الرأسمالية منذ ثمانية أعوام بدون ملل أو كلل. طيب يا تجار وبعد أن تم فتح ميناء الحديدة وقلة التكلفة والرسوم و.. و.. إلخ، هل ستستمرون على سرد نفس الأسطوانة المملة والمستفزة. يكفي، وهجعونا يا تجار، السوق بارد حامي، مكانكم رابحين وتكسبوا. أنتم سع المنشار طالع يأكل وراجع يأكل ومن ظهر المواطن الغلبان.
والمعاناة فقط يعيشها المواطن والموظف اليمني وحده. الله يفرجها على الجميع. نشتي أقل شيء يا “حكومة إنقاذ” تراقبوا الأسعار وتضغطوا على التجار وتصرفوا راتبين ما شيقع بكم شيء. غمضوا وصرفتم وربكم كريم. وفي كل الحالات سوف نستقبل شهر رمضان بالحاصل، وكما استقبلناه في السنوات السابقة.
رمضان شهر الإحسان والعمل الصالح والصدقات والخيرات والمغفرة والإحساس بمعاناة الفقراء والمحتاجين، وكل عام والجميع بخير.

أترك تعليقاً

التعليقات