مظفر النواب والمدرس الكشكول!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
كان معانا أستاذ يدرس كل حاجة، اسمه الأستاذ الكشكول، يعني يدرس كيمياء وقرآن ولغة عربية ورياضيات وفيزياء. مدرس لا يفهم بشيء ولا حتى بالتربية ولا بالتصرفات، ولا أعرف كيف بعثت لنا الخدمة المدنية مدرسا كهذا. مدرس محبط وعلى دماغه شليتة.
درسنا في صف ثالث إعدادي وأذكر وقتها أنه كلف كل ستة طلاب يفعلوا مجلة حائطية تكون فيها فقرات شعر وقصص وحكم و.. و.. إلخ.. عشان تعلق بجدار الفصل.
أنا وخمسة طلاب من أبناء القرية تشاركنا وفعلنا المجلة فيها كل شيء.. وفي الشعر فعلنا قصيدة لمظفر النواب (رحمة الله عليه). وكانت هذه القصيدة تقول:
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم، وتنافختم شرفا...
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض؟
فما أشرفكم!
أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة؟
أخذنا المجلة ونزلنا المدرسة ونحن فرحانين بحالة لما أنجزناه من عمل وفقرات مميزة على المجلة.
وصلنا وعرضناها على المدرس النحس والمتخلف. لا أريد وصفه بهذا باعتباره درسني، لكني لا أفتخر أنه درسني ومازلت مجغور وزعلان من ذلك اليوم المنحوس بسبب المدرس هذا.
المهم المدرس المكش انزعج وزعل من القصيدة حق الشاعر مظفر النواب.. واعتبرها عيبا و... إلخ. وما رضي يقتنع أنه مش نحن الذين ألفناها. ولا رضي يصدق أنها قصيدة للشاعر مظفر النواب وشكله ما كان يعرف الشاعر من أساسه ولا قد سمع فيه.. إيش من مدرس هذا، مدرس لا يعرف شاعرا عملاقا كمظفر النواب.. يا لطيف والكارثة، وكم خرجت لنا المعاهد العلمية من هؤلاء القطيع.
تصدقوا أن الأستاذ المكش قطع المجلة ورماها وبهذلنا أنا وصديقي مكرم رشيد وبقية الطلاب.. أمانة أنه أشعرنا وقتها كما لو أننا نحن المغتصبون للقدس وليس الحكام العرب الدكتاتوريين وملوك الخليج واليهود. وأحرمنا من الدرجات.. وستر الله أنه ما فصلنا. مؤسف أن مدرسا بهذه العقلية يدرس طلابا وكان يفتكر أن الشاعر مظفر النواب اشتراكي ومن حباجر.

أترك تعليقاً

التعليقات