أرطغرول عبدالوارث
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -

مرات عدة تحصل معي أن أصادف شخصاً يعرفني من زمان ويسلم علي ويجلس يكلمنا عن أي تفاصيل أو عن قصة أو حادثة ما حدثت سابقا. أنا أذكر القصة، لكن لم أعد ذاكر اسم الشخص الذي يهدر لي. وأنا أرد عليه هكذا: أيوه، صحيح و... الخ. بينما هو يكلمني أبقى أنا مشغول محاولاً تذكر أيش اسمه، وأفكر بطريقة لأعرف أيش اسمه، بدل ما أسأله عن اسمه، وأضع نفسي في مشهد محرج.
طبعا أقوم أطلب رقم تلفونه، وعندما يعطيني رقمه، وبعد أن أكمل كتابته في جوالي، أسأله: باسم من أحفظه؟ يرد علي: ما لك نسيت اسمي الله المستعان، احفظه باسم فلان، ويضيف وهو مستغرب: ما لك نسيت اسمي.
أقوله بممازحة: لا والله، بس قلت يمكن غيرت اسمك الأول. وهو يضحك. وبهذه الطريقة أكون قد عرفت اسمه وبطريقة ذكية وبدون إحراج.
يا خلق الله، كم واحد بيحفظ أسماء ناس، نحفظ أصدقاء فيسبوك وإلا أسماء زملاء، وإلا أسماء أبناء البلاد. وإلا نحفظ أسماء كتاب وشعراء وممثلين ومبدعين وتافهين ومشهورين. عادة أنا لا أحب حفظ أسماء المشهورين لعدة أسباب، ليش أحفظ أسماءهم، يا الله أتابع فيلمه وإلا روايته وإلا أغنيته أو ما قدمه والسلام عليكم. 
عدد أسماء الناس زادت في الذاكرة، وحجم الذاكرة حقك قد هي مليان، ضروري تحذف أسماء غير الفاعلين من ذاكرتك، الذين لا علاقة لهم بارتباطاتك وحياتك واهتمامك. بالله عليكم أنا ما دخل أفكاري حتى يبقى في ذاكرتي اسم «جاك» أو «نيلسون»، الموطن الأمريكي الذي يصلح همبرجر.
 أنا أمقت الوجبات الأمريكية، وأمقت ترامب وهيلاري كلنتون وجورج بوش، أشتي أحذف أسماءهم من ذاكرتي، وبأحفظ بدلا عنهم أسماء ناس عظماء وبسطاء.
ما دخلي حتى أحفظ اسم بطل في فيلم رعب، وأحفظ مكان ولادته، وكيف قضى حياته، أو أحفظ اسم ساحر تشيكي.
خصص الذاكرة حقك لحفظ الأهم فقط، يعني الأولى أن تحفظ أسماء أهلك وأصدقائك وأسماء المقاوتة واسم صاحب البوفية، واسم صادق ومحمد وائل والوصابي أصحاب المطعم، احفظ اسم المباشر حق المطعم قادري، بدل ما تحفظ اسم ناشط حقوقي مزيف يزايد ويطلب الله لفوق ظهرك، احفظ في ذاكرتك أسماء وطنيين وشهداء أوفياء ومبدعين وأبطال خدموا الوطن.
والمشكلة أنه رغم حفظك لكل هذه الأسماء، يجي وقت ما يولد لك طفل أو طفلة تحنب أيش تسميه، تدخل جوجل تبحث وتدور على اسم.
الصدق أنا ولا أعجبني اسم، عشان أسمي ابني يوم يولد. أعجبني اسم بطل حميري يدعى أسار، ورطعته للابن حقي كأحلى اسم. حتى اسم جار الله الذي اقترحه أبي مااعجبناش. قال أبي إن اسم جار الله حلو، عشان يبقى جار الله عمر ويكون مناسب. نعم إنه بدله بطقم. المهم قفزت للعصر الحميري أجيب اسم للابن حقي وأطلقته عليه.
باقي مشكلة أخرى موجودة عندي، أحيانا تتعرف على شخص ما، يقلك إن اسمه حامد، تحصله مرة أخرى بالسوق أو بالمقيل، تسلم عليه هكذا: أهلا وليد. وهو يصحح لك: وليد من؟ قلنا لك اسمي حامد. ترد عليه: أيوه، أيوه، حامد. تجلس أنت وهو بالمقيل وكل ما تشتي تكلمه بشيء مكانك تغلط وتدعيه باسم وليد. وهو يصحح لك.
يا خلق مدري ليش أحيانا ما تركب معانا أسماء بعض الأشخاص. يكون اسمه حامد وأنت مقتنع أنه وليد وتدعوه وليد. أقلكم شيء إما أن والديه سموه غلط ولم يعطوه اسمه الذي يناسب. ولا دعيته بوليد وإلا بفرحان وهو اسمه حامد. عاد باقي معانا أسماء زبالة وحديثة بعض الأمهات والآباء يقوم يرطع لابنه اسم من مسلسل تركي. لذا ستسمع بالمستقبل واحد بالسوق ينادي شخص اسمه أرطغرول عبدالوارث. لعنتي على أرطغرول ومهند ومراد الأتراك ومسلسلاتهم.

أترك تعليقاً

التعليقات