مستورد دوم
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -

لدينا ثروات عدة، ومش قادرين نستخرجها لعدة أسباب، أولها فساد وسياسة النظام السابق الذي كان مرتهناً للقرار للأجنبي، وآخرها الحصار والقصف، كمل أبو الليم. وماعد قدرنا نفعل شيء، لدينا نفط وغاز وذهب وحديد وأحجار وجميع العناصر الفلزية والقلوية والبتروكيماويات ومش قادرين نرشف رشفة بترول. جالسين نستورد من الخارج مشتقات. مرة يحتجزون الناقلات النفطية حقنا بطرف البحر، ومرة يحتجزونها وسط البحر.
لدينا جبال مكدسة بالحديد وذهب وأحجار كريمة ومش قادرين نخرج قطعة. بالمختصر إما ينقبون هم ويستخرجونها عبر شركاتهم ويصدرونها لبلدانهم، وإلا لبجوك لما يطير الغبار. 
نحن نفهم بالاستخراج أكثر منكم، ونفهم أهدافكم ونفهم بكل شيء، لكن أولاد الكلب ما تركوا لنا حالنا. إذا كنا صنعنا وطورنا جميع أشكال وأنواع الصواريخ أقاموا الدنيا كلها فوق رؤوسنا تقصفنا. يريدون منك تبقى مستهلك تشتري منهم كل شيء إلى الأبد. تشتري نقد وإلا دين. ما عندهم مشكلة، أهم شيء تستورد منهم، وأهم شيء ما تنتج حتى ملخاخ.
يريدوننا أن نأكل ونشرب من قمائمهم ابتداء من عند المواد الغذائية إلى الأدوية إلى أدوات البناء والكهرباء و... الخ. وثرواتك مش قادر تخرجها. بالله عليك نستورد ونشتري لي بلاستيكي حق ماء من الصين. يعني مش قادرين ننتج لي حق ماء.
سنوات ونحنا نستورد مليم أبو عسل من البرازيل. اتقوا ربكم.
لدينا أرض خصبة وجميع أنواع الفواكه اللذيذة. وينكع لك تاجر بلا تربية وبدون ثقافة يستورد معلبات عصير مانجو من السعودية. لو كنت حارس بالمنفذ أقسم بالله ما تدخل زجاجة مانجو أو عصير أو علبة مستوردة من الخارج.
نستورد تونة جيشا من روسيا، أيش فيها، رأس باغة صغير وماء مع الملح والبسباس وشوية حوائج، وتباع بسعر 250 ريالاً في السوق اليمنية. والبحر حقنا مليان لادينه أشكال وأنواع الأسماك المختلفة واللذيذة، لكن أولاد الكلب ما يتركوا للصيادين حقنا حالهم. كل أسبوع يسجنوا علينا مجموعة من الصيادين. أقسم لكم إنه لو ثمرة الدوم موجودة في الهند وإلا بالصين كانوا قد قرطسوها وباعوها لنا بالحبة وبسعر نعنع البقرة.
الموضوع كبير، لكن ورغم كل العراقيل والسياسات الاقتصادية والعسكرية الخارجية على شعبنا سوف نستخرج ونزرع وننتج كل شيء كنا نستورده، أيش الصعوبة. 
قنينة الصحة البترول وصل سعرها إلى ألف ريال. وأصحاب الموتورات ما حد يقدر يتفاوض معاهم. كلما وقفت موتور، وعادك ما هدرت معه إلا وقد باشرك هكذا "البترول غالي، الصحة بألف ريال". ومن هذا الشغل نجلس نتبايع ونتضارب جوار المحطات والأسواق.
بقوة الله والشعب ورجال الرجال والإرادة والسيادة والقرارات والإنتاج والعمل سننتصر وسننتج ونصدر.

أترك تعليقاً

التعليقات