التعليم جزع ملح!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
طالما الآباء والأمهات في الوقت الحالي يدفعون مبالغ باهظة لتعليم أبنائهم، وأقل مبلغ يدفعونه كرسوم للطالب الواحد فقط عشان يدرس بالمدرسة الخاصة الفلانية بالسنة يقدر بـ150 ألف ريال، هذا أقل شيء، ويختلف المبلغ من مدرسة خاصة إلى أخرى، ويتضاعف دبل من صف إلى آخر. إذن من حق الآباء والأمهات يمُنون على أبنائهم بتلك العبارات التي كنا نسمعها زمان من الآباء، مثل “نحن درسناك وعالمنك و.. و.. إلخ”، هذا وهو كانت رسوم التسجيل بزماننا وأيامنا بـ200 ريال فقط.
طيب ماذا ستتوقع من طالب في الوقت الحالي درس وأكمل دراسته وصولاً للجامعة بمبلغ يقدر بـ6 ملايين ريال، أقل شيء.. هذا من غير حق المواصلات والمصاريف و.. و.. إلخ. هل سيمارس عمله ومهنته بتعاون وإنسانية وقيم، وإلا كل شيء بالزلط.. أكيد بالزلط، طالما وهو من بداية دراسته يدفع زلط وأبواه يتشحططوا لأجل يدفعون الرسوم الباهظة حتى يكمل تعليمه.
مثلاً، زمان لو كان الأب يقول لابنه: يا ابني أشتي أبصرك بالمستقبل دكتور، وتعالج الناس ونفتخر فيك. الآن ماذا سيقول الآباء لأبنائهم؟ أكيد سيقولون “نحن درسناك ودفعنا الغالي والرخيص عشان تلقط زلط وتطلب الله وتقع ذيب”!
وستشاهدون بالمستقبل كم يا مآسي، وستسمعون لغة الزلط والمادية الطاغية بدلا عن القيم والإبداع والإخلاص والتعاون.. وقد نحن نسمعها من الآن.. يعني باتكون مخرجات التعليم مادي بحت وبدون رحمة، “معك قرش تسوى قرش” أو “معك زلط أدخل مريضك المستشفى الفلاني ما معك يموت”.. لا تسهيلات ولا تخفيضات ولا إنسانية ولا دولة ولا شيء، وكل شيء أصبح خاص.. هذه هي مخرحات التعليم عندما تدرس ابنك أو ابنتك بزلط من صف أول.
مدارس تعلم أطفالنا ثقافة ولغة المادية الموحشة بدلا من الرحمة والأخلاق والقيم والتعاون والتكاتف والإنسانية والتسامح والمساعدة للآخرين والتعاطف والحب والاهتمام والصبر والضمير.. والله كارثة.
وأنا هنا لا أعمم بهذا على جميع الطلاب والجيل الصاعد الذين يدرسون الآن بزلط، ربما سيكون منهم من فيه الخير ويعمل لضميره وأخلاقه وقيمه.. وعلى ربكم.

أترك تعليقاً

التعليقات