حبة حبة علينا!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
هناك عبارة أو هدرة، سمها ما تريد، لكني أصبحت أسمعها كثيراً في السنوات الأخيرة، وتسعين بالمائة مصدرها من قيادات رفيعة، ركزوا قلت قيادات رفيعة مش بعدين تقولوا عمر يستهتر. ومن يروج هذه الجملة؟ إما محسوبين ومكلفين باعتقال صحفيين أو ناشطين، لأنهم انتقدوا أو كشفوا فسادا وتجاوزات بالدليل والوثائق.
وهذه الهدرة مضمونها: “دعوا الأمن يقوم بمهامه وعمله بدون تدخلات ووساطات”.. فوق رأسي، ما اختلفنا مع مهام الأمن. تحت هذه العبارة يقوم يعتقلك ويرميك بالسجن...
أقل مدة شهرين وما أحد يتابع بعدك. وإذا تابع بعدك قيادي رفيع بس ما تمشي وساطته أضافوا لك كم شهر فوق الشهرين بالسجن. أيوه، لأنه تدخل بمهام الأمن لا يريدون من أهالي المعتقلين يتابعوا بعدهم. ولا يريدون نكتب عنهم ولا نتضامن معاهم، لأنهم جعلوا ذلك يورط المعتقل أكثر ويدخل تحت العبارة التي ذكرتها أعلى ويعتبروه تدخل في مهام الأمن.
لا يا باشا مش هكذا، حبة حبة علينا، نحن مع الأمن ومعاكم ولكن خففوا على خلق الله، هل تريدون من البريء الذي تعتقله يشكرك باطل، ما تركب هذه والله.
ولدي سؤال هل اعتقال الزميل الصحفي خالد العراسي تعتبرونه من ضمن هذه المهام ولا من ضمن المداهمات والتجاوزات ضد صحفي مسكين كشف كارثة المبيدات المحظورة.
وماذا عن اعتقال القاضي عبدالوهاب قطران؟ هل النقد لأي تقصير أو فساد من ضمن مهام الأمن واعتقال الناقد؟
نحن مع الأمن والاستقرار ورجال الأمن الأشاوس بكل شيء، ونحن أيضاً ضد الظلم وأي عمل خارج القانون واعتقال الصحفيين والناقدين الذين ينقدون وبشكل بناء وبالدليل والبراهين. لكن من يكتبون شائعات وكذب وتشويه وقدح وحقد وزيف، فنحن نرفضها وضدها تماماً!
يعني فلان انتقد أو كشف كارثة أو فساد ضحيتها الشعب وسببها بعض التجار أو بعض المسؤولين وبالأدلة، تقوموا تعتقلوه، هذه كارثة أخرى.. من ينتقد أخطاء أو تقصير أو يكشف فساد يفترض تكرموه وتنزلوا تعتقلوا الذي ارتكب الخطأ والفاسدين كان من يكون وتصححوا الأخطاء التي كشفها الصحفي والناقد والناشط والمواطن. وهذه هي المهام والواجب، وأنتم تعرفوا ذلك أكثر مننا، لكن ما يحدث العكس.
أدري إلا وقد الباص جنب البيت حقي ينتظرني عشان نشرت مقالي هذا.. يا ليلاه.

أترك تعليقاً

التعليقات