أنا يمني وبس
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
يا لطيف كم أمقت المناطقية. أيوه المناطقية الحقيرة بحذافيرها، سواء صدرت من جهة أو من أقلية أو جماعة أو حزب أو حتى من شخص أدوع لا يعي مآلاتها وآثارها. صحيح أن المناطقية في اليمن غير فاعلة كما هو في بعض الدول. وهذا بسبب رفض المجتمع لها قولا وفعلا. وبرغم محاولة تحالف العدوان القذر إيقاظ وتسعير المناطقية ولعدة مرات في اليمن، ضمن مشروع تجزئة وتفتيت المجتمع اليمني، إلا أنه أخفق وعجز.
الكارثة هي عندما تتعمد جهة أو جماعة معينة إيقاظ المناطقية وتوظيفها لتحقيق هدف معين لصالح مشروعها الخاص ولا تعرف أن آثارها ستعود على الجميع.
تطرقت لموضوع المناطقية المدمر، ويا رب تهلك كل من يحاول إيقاظها عشان يجزئ الشعب الواحد، سواء كان بقصد أو بدون قصد. وقد اتضح خلال الأربعة أعوام الأخيرة أن هناك «شغمة» من الفارغين الحاقدين الذين يطلقون على أنفسهم مصطلح «أقيال».. غضبي عليهم واحد تلو الآخر.
أشتي أقول لهم أين الأقيال وأين أنتم يا صعاليك؟! قال أقيال قال. شلوك، أول افهم مصطلح أقيال زي الناس ورجعت تقيل وتوسح الأقيال لم يكونوا ضد شعبهم وبلدهم حتى يمنطقوه ويجزئوه كما تفعلون أنتم يا حاقدين. سأكتفي بهذه اللمحة تجاه فرغ الأقيال، لأنهم رخاص ومش رقم، وكمان لن يحققوا غير الفشل والخيبة.
المهم المناطقية قذرة ومستفزة ومدمرة. أمانة لما تسمع شخصاً من أي محافظة يمنية ينادي ويطلق على شخص من محافظة أخرى لفظاً يوحي بالمناطقية سواء بمزح أو جد، أليس هذا مستفزاً؟ أيوه وأنت لا تسكت، اسكعه لما تلفه. يعني أنا وأنت ناقصين أن شخصاً مريضاً يناديك مثلا يا «برغلي»، وإلا يا «دحباشي»... إلخ، وكمان بأسلوب السخرية.
أذكر مرة طلعت باص أيام ما كانت أجرة الراكب خمسين ريالاً، وكان سائقو الباصات يحاولون رفعها إلى 100 ريال، بذريعة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، ونفس الأسطوانة.. طبعا، أكملت المشوار وعندما نزلت أناول السائق 100 ريال وقلت له رجع خمسين. رفض السائق. أنا قلبت عليه وطالبته بإعادة الـ50 حقي الباقي. السائق شافني قلبت عليه، تراجع وناولني الباقي وهو يقول لي: رجعتها لك فقط لأنك من تعز.. قلت له: يعني لو أنا من صنعاء وإلا من صعدة وإلا من حضرموت ما بترد الباقي. قال: لا. عطفت الـ50 الريال والمناطقية ورميتها في وجهه. وقلت له: عيب استحي على نفسك تردد مثل هذه النغمة، مش ناقصين مناطقية يا مريض، كلنا يمنيين. وغادرت.
ومواطن آخر قال إنه اتصل للعمليات عشان يقدم شكواه، وعندما رد عليه المستلم بالعمليات وبعد معرفته أن الموطن المتصل من تعز، رد عليه هكذا: مكانكم يا «براغلة» حق مشاكل. طبعا أعرف أن هذا سلوك فردي من شخص فهلوي مريض.. يا فهلوي طالما وأنت تعمل في جهة رسمية تمثل الشعب كان يفترض تترفع عن هذه الأمراض وخاطب المواطن بلغة المسؤولية والوطنية وليس بلغة المناطقية والتجزئة.
وإلا تسمع بعض الحمقى يخاطبونك بلغة المناطقية وينادونك يا «برغلي» وإلا يا «دحباشي» عشان يثبت قذارته ويقوم يمن عليك ويعايرك ويستفزك وكأنك جالس بالشارع أو الحارة حق أبوه. نحن شعب واحد وسواسية في كل شيء. وأنت يا فهلوي افهمها، وكمان المواطن مش ناقص مرض وفرز ومناطقية.

أترك تعليقاً

التعليقات