قلق عام!
 

عمر القاضي

عمـر القاضي / لا ميديا -
لا علاقة لي بالمناخ، كان شتاء باردا أو معتدلا، كان صيفا حارا ممطرا أو جافا. ليس لدي أي تخوف من كل ذلك. ما الذي سأقلق لأجله؟ لا شيء!
ليس لدي مزارع على مد النظر في تهامة وقاع البون بعمران تغطيها المحاصيل الزراعية، لا أملك بئرا ارتوازية، ولا أنا صاحب بمبة ماء وسط هذه العاصمة المزدحمة بالوايتات والدراجات ووسائل النقل المنهكة. ليس لدي قطيع أغنام لأخشى نضوب العشب من الوديان والجبال.
صحيح كان كل ذلك يحدث في السابق، وكانت تقلقني تغيرات المناخ والجفاف وتأخر المطر كثيراً.
 ليس لأني كنت أملك كل ما ذكرت، وليس بالضرورة أن أكون مزارعا وصاحب ثروة حيوانية حتى أقلق. كنت أقلق لأني ابن تلك القرية الريفية البعيدة، التي كانت ترتبط بالطبيعة والطقس والمطر، بالأغاني والشجر، بالمراعي والسواقي والحجر.
وبالمختصر منذ أن غادرتها لم أعد أقلق كما كنت لتغيرات المناخ وتقلبات الجو والطقس.. لقد جردتني هذه المدينة من كل تفاصيل الطبيعة التي أشتاق إليها الآن كثيراً.
مدينة شاحبة بكل معاني الكلمة، منذ أن وطأت أقدامنا فيها لم نلق عافية. لقد عزلتنا وقطعت كل روابطنا بالطبيعة والريف، واستبدلت قلق الطبيعة والمناخ بقلق المدنية والتحضر المزيف.. وأصبحنا نقلق لانقطاع النت، واقتراب نهاية الشهر تحسبا للمؤجرين!
أيضاً أقلق من وصول فاتورة الكهرباء وعليها مقص وتهديد ووعيد بفصل التيار. ولا أنكر أني أقلق مع الكل وأتضامن وأحزن مع الجميع، حتى إذا قلق الجميع على بنغلاديش أقلق معهم، وليس فقط على تغيرات المناخ وارتفاع درجة الحرارة بالصيف.. وهذا ليس ذنبي أو أني تناقضت مع ما كتبته في البداية.. هذه فطرتي أقلق هكذا كما كتبته تماماً.. والقلق مع الجماعة رحمة.

أترك تعليقاً

التعليقات