جفاف عاطفي
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
الجميع يتحدث ويولول عن موجة الجفاف التي أصابت أوروبا القارة العجوز، وقبلها ضجونا بالحديث عن الأزمة الأوروبية إثر تهديد بوتين بقطع الغاز الروسي عن أغلب الدول الأوروبية، وقبل بسنوات أقلقونا وضجونا بالهدرة عن فيروس “كورونا”، الذي أصاب أوروبا. لماذا كل هذا الدلال والدلع المزيف للقارة العجوز؟!
إن ما يحدث ربما يعتبر عقابا بسيطا مقابل ما ارتكبوه وفعلوه بحق اليمن والشعوب الأخرى من جرائم وتدخلات غير قانونية وغير أخلاقية.. أنا لا أتشفى في مصائب الشعوب أيا كانت هذه المصائب، ولا نحن من يستغل مصائب وكوارث الشعوب الأخرى لتمرير مصالحنا وعلى حساب معاناة وأحزان وجوع الآخرين. نتمنى الخير والعيش الكريم والآمن لجميع شعوب الكرة الأرضية.
لن نتشفى بكارثة أحد طالما والخالق هو من يقسم الخير والمطر فقط لا تحلقوا بها علينا زيادة بالجفاف الذي ضرب أوروبا، ولا تزايدوا علينا بشبه جفاف لا يقارن إطلاقا بجفاف وحرارة دول في أفريقيا وآسيا استمر لقرون، ومن ضمنها بلدنا الحبيب الذي مر  عليه سنوات من الجفاف والقحط، هل حد ذكر وإلا تكلم؟
بينما كانت القارة الأوروبية العجوز المدللة خلال العقود الأخيرة تنعم بالخير والمطر وتشتغل عندك مستغلة جوعك وقحطك. لا أريد أن أذهب بعيدا، تتذكرون خلال سنوات العدوان والحصار السبع الماضية ماذا كانت تفعل حكومات دول ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وأمريكا بشعبنا وبلدنا، كانت صامتة وتبيع أسلحة محرمة دولية للتحالف وبطرق احتيالية وقذرة.
كانت تبرم صفقات بيع أسلحة سرية للمجرم ليقتل فيها آلاف الأطفال والنساء والرجال في اليمن. في الوقت الذي كان فيه شعبنا محاصرا ومات الآلاف بسبب ذلك كانت أوروبا قادرة على التدخل ومنع المجازر والحصار، لكنها لم تحرك ساكنا. فقط استمرت أوروبا تدعم العدوان وتستغل حربك في تمرير أهدافها وعبر العمل اللاإنساني وإرسال معونات فاسدة.
أتمنى أن أتوسط أو أفعل معجزة في السحب لتمطر عليكم وتغرقكم، لكن العين بصيرة واليد قصيرة، وهذا أمر يحتاج له قدرة ومعجزة، وليس بيد البشر، ليس كأمر الحصار والقصف، وكنتم قادرين على إيقافه ومنعه لكن للأسف لم تفعلوا شيئاً.
هذا عتاب لكم وليس تشفيا، وأتمنى الخير والمطر للكرة الأرضية كلها.. أوروبا قبل أن تعاني من جفاف مائي، سبق أن عانت من جفاف إنساني وجفاف عاطفي.

أترك تعليقاً

التعليقات