الحاكم «المذيكر»
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
لي فترة أشتي أكتب عن أبو علي الحاكم، أيوه أبو علي نفسه. بجسده النحيل، بملامح وتقاسيم وجهه اليمنية الريفية الأصيلة. أبو علي بصوته ونبرته القبلية المليئة بمعاناة اليمنيين. وأنت تسمعه وهو يخاطب جموعاً وحشوداً من القبائل اليمنية، بخطابه وصوته المتشبع بالحزن والقوة والشجاعة أيضاً.
تسمعه يتحدث بكل بساطة وثقة ومسؤولية وهو يشرح للقبائل اليمنية المخاطر والمخططات القذرة التي ينتهجها العدوان على اليمن وشعبه.
يخاطبهم بالمنطق والحقيقة ويربطها بأحداث وشواهد وتجارب من الواقع. خطاباته واضحة وقريبة ولا يتكلف ولا يربطها بشواهد وتجارب من الروايات والأحداث الغربية كما يفعل بعض المثقفين.
المثقفون الذين يستدلون بشواهد ونظريات، لكن تشعر أنهم لا يحملون قضية ولا هدفاً في خطاباتهم وأحاديثهم. ولا تفهم من كل تلك الاستدلالات والشواهد ماذا يريدون، لأنهم لا يستطيعون إيصال ما يريدون. ولا تفهم شيئاً من كلامهم. صحيح أنهم يستشهدون بالحروب العالمية والتاريخ والشخصيات العاليمة ثم ينتقلون إلى الربط بالثورات الغربية والتنظيرات الفارغة، وأنت يلا اجلس اجري بعدهم واقرأ واسمعهم وبدون نتيجة أيام النظام السابق كان بعض قادة ومثقفي النظام يتعمدون أن يتحدثوا مع الناس والعامة بأسلوب الاستعلاء والاستدلال بما فعله الغرب وبكل فخر وتباهٍ. كان هؤلاء يتعمدون ألا تفهم شيئاً من خطاباتهم وكلامهم، فقط يهرطقون عشان يستعلوا عليك وعشان نعم تشعر أنهم مثقفون.
يا أخي خاطبنا كما يخاطبنا أبو علي الحاكم وخارجنا. نحن بحاجة لمتحدثين مذيكرين.. من الأخير. وأنت تسمع أبو علي وهو يخاطب القبائل تشعر ببساطة كلامه وصدقه وشجاعته، يخاطبك بدون روفلة واستعلاء كأولئك الذين ذكرتهم سابقا.
أبو علي يخاطب الناس عن أوجاعهم ومعاناتهم وقضيتهم، يعني يكلمك بدون لف ودوران. لقد لعب أبو علي دوراً كبيراً بين القبائل، وأخمد كثيراً من الفتن والمخططات القذرة والثارات بلقاءاته وحضوره وخطاباته القريبة، فقد استطاع أن يمتص الكثير من المندفعين والمغررين من المشائخ والعسكريين والقبائل. بشجاعته وكاريزميته الشعبية فعل ما لم يفعله قادة صالح وبعض قيادة اليسار وكثير من المثقفين.. أيوه.. لا ياسين سعيد نعمان ولا المخلافي ولا غيرهم من المنظرين بكتاباتهم وخطاباتهم يستطيعون أن يحققوا ربع ما فعله البطل البسيط أبو علي الحاكم.
القائد الحقيقي من يوصل للناس ويخاطب مشاعرهم ويخاف عليهم ويفهمونه مباشرة.. وهذا ما حققه القائد المغوار أبو علي الذي لا تقيده البروتوكولات والبرستيجات المملة والمستفزة التي كان ينتهجها الكثير سابقا. 
أبو علي يتحدث من الأخير، بدون مقدمات أو لف ودوران أو رسميات أو استشهادات بأحداث غربية كما يفعل المنظر السابق والسفير الحالي في بريطانيا.
يلتقي أبو علي بالناس والقبائل في الجرب والطرقات والمضارب ويحدثهم كواحد منهم، لا يتعالى عليهم ولا يشعرهم أنه أكبر منهم، يحدثهم بلهجته البسيطة وسماطته اليمنية وهو واقف بينهم مش فوقهم على المنصة.
أبو علي في أحد خطاباته للقبائل قال: «نحن هنا في صنعاء لا لأجل التفود والغنيمة والمغانم، لأن الذي قبلنا ما عد خلوا لنا شيء غير العظم، ما عد بقى في اليمن إلا المعاناة ورقاب اليمنيين تتقطع، والأصوات ترتفع للشحادة، وما عد باقي إلا كرامة الناس ونحن سندافع عنها بالغالي والنفيس في ما يعزز كرامة اليمنيين».. الله عليك.
وأضاف أبو علي وهو يخاطب القبائل أنه قبل أحداث تمرد علي صالح تواصل بالشيخ ناجي الشائف وسأله: ليش علي صالح ما يقر في بيته مثلك وبحراسته المعتادة؟ وأخبر الشائف بأن من يعتدي على بيت صالح فبنادقنا مع بنادقه، أما إنه يتوسع ويشتي يجعل نفسه دولة أو كبير قوم أو ملك لليمن.. هذا ما هو صحيح، إيش الصفة التي تخول له ذلك، ويجلس على ما هو.
الله عليك.. يا أبو علي على هذه البساطة والشجاعة التي تمثل كل يمني صامد وعظيم.
لن أتحدث عن أدوار أبو علي الميدانية والبطولية وهو يدافع عن شعبه وأرضه، فهذا الموضوع كبير، أكبر من أن أستطيع كتابته، ولا عندي طاقة أجري وألحق أبو علي وهو يحقق الانتصارات لليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات