مراقب أحول!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
في أحد الأيام وأثناء اختبارات ثالث إعدادي اللي كان وزاري، فكرت بأن أغش، وأحضرت معي برشام غش زغنن على ورقة للفصل في اختبار مادة الإنجليزي.
طبعا محاولة الغش هذه كانت أول مرة بالنسبة لي، المهم في ذلك اليوم أذكر أنهم جابوا لنا مراقب أحول للفصل يراقبنا، أنا فرحت، قلت مراقب أحول نعمة ما بيشوفنا. أنا هنا أسرد حقيقة قصة حدثت أثناء اختبارات الصف التاسع زمان، ولا أسخر من أحد.
المهم بعد توزيع دفاتر وأوراق الاختبارات علينا، جلست أراقب عيون المراقب الأحول.. يا لطيف كيف تعبت وأنا أتابع عيونه وفي أي اتجاه تتحرك، عشان أطمئن وأخرج ورقة الغش براحتي.
جلست أرصد حركة عيون المراقب، مرة كنت أشوف عيونه ترصد الفصل كله، ومرة أشوف عينه اليمين ترصد الجانب الأيسر من الفصل، والعين الثانية موجهة ترصد الجانب الأيمن حيث يقعد زميلي مناف السيد، وكل شوية يخالف عيونه عكس الاتجاهات السابقة، أمانة أنه ربش أفكاري.. تعبت من كوني أراقبه بدل ما يراقبني هو.
رجعت أقنع نفسي أنه أحول، وشكله ما يشوف واضح، وحركات عيونه التي توحي أنه يرصد جميع طلاب الفصل هي عبارة عن تمويه وما بيقدر يكشفنا.. قمت أخرج ورقة الغش الصغيرة من معطف الشميز، وحطيتها بهدوء تحت دفتر الاختبار، وعادنا يلا بدأت بالغش إلا والمراقب يكمشني أنا والغش حقي.
حاول يسحب مني الدفتر بالقوة، وحاولت أمنعه من ذلك، رجع يهددني أنه بيسكعنا محضر غش وبيرفعه للمركز وبتقرح علي ثلاث مواد إضافية لو تدبس الغش مع الدفتر حقي، بصراحة افتجعت، وقبل ما أسلمه الدفتر حقي وأخرج من الفصل بدون ما يدبس الغش، قلت له: أنت كنت تشوف لهناك؟ وكيف عرفت أنه معي غش وأنا بالجهة الثانية؟!
أشوفه قلب وجهه علي وزعل مني، قال: عادك تتمسخر بخلقة الله يا...! قلت له عيب والله ما أتمسخر. لكنه زعل مني وسكعنا محضر ودبس ورقة الغش الصغيرة على الدفتر حقي وطردني كمان. المهم اكتشفت يوم خرجوا جميع الطلاب أن الغش الذي كان معي ولا له علاقة بالاختبار.. طيب على كيف سكعنا محضر؟!
نصيحة ما أحد يغش عند مراقب أحول، ما تعرف في أي اتجاه يشوف، لكن عموماً أنا ضد الغش ولا أشجع عليه إطلاقاً.

أترك تعليقاً

التعليقات