الحمد لله
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
نحن شعب إن سألته عن حاله يرد عليك: الحمد لله أو نحمد الله، وهو جاوع ويحتاج للألف الريال.
إن سألته أيضاً عن حاله سيرد عليك: بخير، وهو تعبان وحالته يرثى لها.
تصادفه في أي مكان ويعرض لك خدماته، ويقول لك: أي خدمات، وهو مطفري على الحديدة ولا يملك حق أجرة الباص.
تطلب منه أي شيء، لا يمانع، وسيرد عليك: أنت تأمر.
تطلب منه وعداً وإلا أي شيء يرد عليك: إن شاء الله، وهو غير قادر على تلبية الطلب.
شعب يختبئ خلف الكلمات، يخبئ خلفها حزنه وقهره وجروحه وجوعه وتعبه.
لا يكشف حاله ووضعه للآخرين. خلف هذه الكلمات يبكي ويحزن ويحلم ويشتاق ويتودد رب السموات أن يفرج همه وغمه، السؤال لغير الله مذلة بالفعل.
شعب يكبت سره ويحبس أنفاسه خلف كلمات «الحمد لله» و»بخير» و»إن شاء الله». إن شعباً يحمد الله لن يهزم ولن يخذل.
وإذا كنت يا صديقي تعرف وضع صديقك وجارك وأنت قادر أن تساعده وتدعمه ما فيش داعي تنتظره يشكي لك حاله، لا تنتظره يأتي إليك آخر الليل يبكي ويبدي لك شعوره وحزنه وأنه محتاج. طالما أنت قادر ووضعك المادي جيد أحمد الله وبادر لمساعدة أقاربك وجيرانك وأصدقائك.
في آخر المطاف، فقط يبقى الخير والعمل الصالح ومساعدة الآخرين والأخلاق للأبد. لن يبقى معك ما تكتنزه في حساباتك البنكية، وهذا موجه للتجار والأثرياء، عليكم أن تعلموا أنه لن يبقى معكم إلا فعل الخير، والحمد لله على كل شيء.

أترك تعليقاً

التعليقات