ملعب خدعة!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
والله مش ناقص أشجع منتخب أوروبي وأنا كنت ألعب بكرة قدم مفطورة زمان، ومليانها أطمار وغُتر وجرامات وشرابات بالية وقراطيس، ويا لطيف على ثقل فيها.
تركلها بأقوى قوتك بقدمك وراحت ثلاثة متر، هذا إذا ما قرح لك عُصر بالظهر ولا وقع لك شد عضلي بسبب ثقلها.
كنا نلعب فيها وكل شوية تخرج من الكرة قطعة قماش، مرة تخرج خرقة أو فوطة، ومرة تخرج منها أوراق وقراطيس وإلا بقية فنيلة.
وكلما تخرج من الكرة قطعة قماش نوقف المباراة عشان نرجع القطعة وإلا الغترة البالية والبلاوي مرة ثانية لداخل الكرة المثقوبة ثم نستأنف المباراة من جديد.
أيضاً، كنا نلعب بعوامة الماء البلاستيكية. عوامة صفراء أو برتقالية وقاسية تمنع الماء داخل البرميل من الفيضان. عندما يركلها أحد لعرض صمحك أمانة تسوم من شدة الوجع. يا لطيف كم دقدقنا أرجلنا.. هو في حد يلعب بعوامة بلاستيكية! تروح البيت وأرجلك مليانة كدمات ودم وحالتك حالة. ورغم ذلك كانت متعة يا لطيف الآن الأطفال تشتري له كرة أديداس ما يرضي يلعب فيها. وهات يا دلع، يشتي جزمة أديداس وبدلة رياضية وشرابات وصرامح ودلع. وإذا لعب بالكرة يلعب خمس دقائق بالحارة وروح يبكي.
ارحموا أبوتكم شوية للدلع. لو كنت أنا مضيت على هذا الدلع إنّا كنت أنافس النجم مارادونا. كنا نلعب بالقوطي حق الأناناس وبالحجر، ومن صبح الله لآخرة الليل وبين الشمس ونحن حفاة.
أيوه، باكتب لكم قصة حصلت زمان أيام الشقاوة، يوم أخذت فريق قريتنا ونزلت فيهم لنلعب مع أبناء العزاعز.. وصلنا العزاعز على ملعب جوار مدرسة النور. يا لطيف على ملعب.. ملعب على نزلة، وأعكف ومعطوف وملتوي، ملعب نصه بـ”جربة” والنص الباقي بجربة أخرى أوطى منه وملتوي باتجاه الشمال.
كنا دائماً نفوز على أبناء حجفات العزاعز بملعب قريتنا. وهم شكلهم ما يعرفوا يلعبوا إلا بالملعب حقهم الملتوي.
المهم كانت ودافة بطيبة نفس، أول ما وصلنا للملعب حق أبناء العزاعز، قالوا انزلوا امسكوا المرمى والجول الذي في الأسفل تحت بالنزلة.
نزلنا وبعدها استلمونا ركلات، كانوا يركلون الكرة من عند الجول حقهم الذي فوق وتوصل لعند الجول حقنا تحت بالأسفل إما يدخل جول وإما تكون هجمة خطيرة لصالحهم.. ومش هذا وبس، وكمان كانوا نزغات عندما يضربون الكرة، كانوا يضربونها بطريقة احترافية وتلف شمال لعند الجول حقنا من تلقاء نفسها. وكان المهاجمون حقهم يجلسوا ينتظروا الكرة جوار حقنا الجول.
كنا نمسك الكرة ورجعنا نطلع فيها طلعة لعند حقهم الجول، وما كنا نوصل إلا ونحن مقتولين وحالتنا حالة وقد أرواحنا بتطلع. هو حد يلعب بميدان على طلعة ونصه ملتوي ومليان أحجار!
أيوه نحن لعبنا بملعب بالعزاعز ويا الله بالقوة تعادلنا معاهم، وما قد حصلت أنهم تعادلوا معانا إلا بملعبهم، ومن بعدها حرمنا عاد نلعب عندهم وكانت آخر مباراة في هذا الملعب.

أترك تعليقاً

التعليقات