مذيعة وزلزال
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
مازالت قناة الجزيرة تغطي وتقدم تغطية أخبار الزلازل والكوارث والحزن عبر مذيعات ممكيجات حلوات ينقلين المتابع من جو التعاطف مع الضحية إلى جو الإثارة. التنسيق حق قناة الجزيرة في اختيار المقدمين مضروب تماما، طبيعي لأن معيار القناة هو الإثارة وكيف تظهر فتاة جميلة تذيع خبرا محزنا وهي ضاربة لوجهها لا أعرف كم لون مكياج بالضبط وتمايع.
قلنا أهم شيء الإثارة.. مذيعة تشتتك ما بين الحزن والإثارة، تنقلك من التعاطف و.. و..  إلى رموش وعدسات عيونها. مله عيب. شاهدت مذيعة تغطي كارثة ومصيبة الزلزال الذي ضرب مناطق بسورية وتركيا وسقط الكثير من الشهداء والجرحى. كان أسلوب المذيعة مستفزا وهي تغطي كارثة الزلزال وهي تحرك رموشها وشفايفها على نحو يخالف حركة البوكلين الذي كان ينهش في المباني المنهارة فوق ساكنيها. حركات وإيماءات المذيعة تشعرك كما لو أنها تغني وليست تغطي خبرا محزنا وكارثة حلت بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى من إخواننا السوريين وجيرانهم الأتراك، والله يشفي جميع الجرحى والمصابين ويجبر قلوب أهاليهم، قلوبنا ماتزال حزينة لأجلهم.
المهم كان وجه المذيعة الجميلة المتفقعسة والتي لا أعرف اسمها يشعشع فتونا واستفزازا بنفس الوقت. كان هناك تفاوت وفجوة مستفزة بين الجمال والحزن والكارثة والمأتم والإنقاذ والإثارة و.. و.. و.. وكلما أنغمس لثوان بالتعاطف وأحزن تعود المذيعة لتنقلني إلى شعور آخر مش وقته خالص. مله عيب يا قناة الجزيرة احترموا الضحايا وشعور المتعاطفين.
على الأقل بتطلعوا مذيعة تعيش الحزن بملامحها وشعورها مش ترقص وتتمايع وتتغانج أثناء تغطية الحزن والكارثة.
باقي حاجة، طول وقت فترة تغطية قناة الجزيرة لكارثة الزلزال كانت في البداية مهتمة تنقل تصريحات تركية فقط، أما تصريحات سورية فلم أسمع. وبرغم أن الزلزال ضرب البلدين، لكن الجزيرة لا تعتمد إلا على مصادرها وأنتم تعرفون من هم مصادرها. يعني مازال حقدهم على سورية والزعيم العربي بشار الأسد واضحا منذ 2011، وينعكس بوضوح من خلال شاشتهم ومذيعاتهم الجميلات وتغطيتهم للأحداث حتى اللحظة.
أما في ما يخص الدعم والتضامن العربي لأشقائنا السوريين فقد كان ضئيلا جدا، حوالي عشر دول فقط التي تضامنت وبعضها قدم مساعدات، في المقابل عدد الدول التي دعمت تركيا تجاوز الـ165 دولة.
فمثلا الدول العربية المطبعة مع “إسرائيل” لم تعز السوريين، حتى وزراء الخارجية العرب الفرغ في جامعة الدول لم يعقدوا اجتماعا طارئا ولم يعز أي منهم الشعب السوري إلا القليل. طبيعي لأن البعض خائف من العمة أمريكا و”إسرائيل” ولا يريدون تجاوز الحصار الحقير الذي فرضوه على سورية. أما عن مساعدة وزير الخارجية الأمريكية التي ظهرت تتبجح وتكذب وأنها خففت وتساهلت في مسألة الحصار على سورية وسمحت بتمرير المساعدات لضحايا الزلزال.. عن أي تخفيف وتساهل تحكي أنت يا فارغة. اتركوا شعب سورية العظيم في حاله. لقد انكشفت وحشيتكم يا أمريكان ويا غرب في سورية واليمن والعراق. اتركوا الوطن العربي ويكفي حصارا وتدخلات يا وقحي الرأسمالية، أو نحن مستأجرين أرض الوطن العربي من أبتكم. هم هؤلاء الذين يتحدثون عن الإنسانية والسلام طوال السنوات ينكشفون في سورية واليمن والعراق كل مرة. لقد دمروا وقتلوا وحاصروا ومازالوا يروجون أنفسهم أنهم إنسانيين وحنونين وجاؤوا يقتلون ويدمرون لأجل السلام.. هجعونا بس. وهذا الكلام قولوه لغير المواطن العربي الحر.
تخيل أمريكا دعمت أوكرانيا بمليارات الدولارات لأجل الحرب وموجهة الروس. وماذا عن دعمها لضحايا الزلزال. لا أعرف، ولو كان هناك دعم بالفعل لكنت عرفت. قلوبنا معاكم إخواننا السوررين وعزائي لجميع أقارب الضحايا سوريين وأتراك. وعزاء خاص ولو أنه متأخر للأب المهندس العظيم علي ناصيف صاحب أجمل قلب وأطيب روح جميلة، والرحمة للشهداء والشفاء لجرحى ومصابي الزلزال.

أترك تعليقاً

التعليقات