المستفزون
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
من هم المستفزون في زمان الحرب؟ من يبحث عن ماركة راقية باهظة أو عن وجبة أجنبية دخيلة بلا مذاق لا تتوفر إلا في أماكن نادرة.. كل الحاصل للروفلة والمقاتة.. وشخص فاسد ومعروف أنه نصاب ولديه رأسمال ويفكر يفتح مشروع خاص لأجل يقشط الفقراء.. وآخر يشغلك وهو يتباهى طوال القيلة بكل ما هو أجنبي وغربي ويتذمر من كل شيء محلي.
يا أخي قوم اجزع لك أوروبا، تعبت أفكاري وأنت تتغزل فيها.. مش داري أن الأمور هناك قدها للأسوأ وليست كالسابق بعد حرب روسيا وأوكرانيا.
لدي صديق رفيق ظل خلال السنوات السابقة يكرر جملة «نشتي نتخارج من هذه البلاد».. 
الجملة التي يكررها وأصبحنا نسمعها من الكثير خلال سنوات الحرب.
المتذمرون من شعبهم وبلادهم وثقافتهم الذين يريدون يتخارجون وبأي طريقة، وعبر أي طريق حتى لو كانت طريق الموت.. يهرمك، يشتي يتخارج لوحده وكأنك ماسكه ومانعه من الخروج. اخرج لك يا أخي مش ناقصك، وكأنك ستخرج تنقذ الشعب اليمني والفلسطيني والأمة العربية.
إما يخرج أو يرجع يتغنى ويستعيد الماضي وأنتم تعرفوا ما هو الماضي، ماضي الفساد والتفحيط والفرغة التي عاشها لوحده مع أسرته ينهب تحت منصب حكومي، بينما بقية الشعب مسحوق ويموت من الجوع.
المهم صديقي كان أحد هؤلاء يشتي يتخارج أو ينتقل إلى التغزل بحضارة أوروبا ومشدوه حالم بالسفر إلى أي دولة أوروبية، وقبل ثلاث سنوات توفق وسافر إلى دولة أوروبية، لم أعلم أنه حقق حلمه الشخصي العفن، والذي لا يمثل إلا نفسه وحلمه المتوهم أنه سوف يحقق أحلامه ويبني مستقبله في دول الغرب، مش داري إنه بيلقطها من هنا ويخرجها ضرائب من الجهة الثانية.
تواصلت معه، أسمع لك إلا وهو يعاني ويسرد لي، قال إنهم يتعاملون مع كل عربي هناك بعنصرية، وأن كل ما سمعه هنا من شعارات وأخبار وتحسينات عن ثقافة الغرب، طلعت مزيفة عنصرية وكاذبة، وزاد حلف لي يمين.
وأضاف أنه لم يستطع العمل، لأنه عربي ولم يمنحوه اللجوء وليس مسموحا له أن يعمل إلا في مجال النظافة وقيادة السيارات وبشروط وإجراءات مشددة. أمانة رحمته من كثر ما سرد لي معاناته.
هؤلاء المنبهرون بالغرب وبشعارات وثقافة الحضارة الغربية المزهنقة والمزيفة، عاشقين وجباتهم وثقافتهم المنمقة من خلال الإعلام فقط. فجأة يقتلب لك من عشاق «الهمبرجر» ليتذمر من وجبة العصيد، ويقول لك إن العصيد ليس فيها أي قيمة غذائية.
ونفس ما قال صديقي فخر معلقا على هؤلاء: يحبون الخمر ويكرهون القات، يحشرون أسماء غربية في كتاباتهم ظنا منهم أن ذلك يجعلهم مثقفين ومتنورين. ويفاخرون بالإلحاد معتقدين أن ذلك ميزة عقلية لهم، يناصرون ويدافعون عما يسمونه حقوق المثليين، معتبرين ذلك وعيا.. منسلخين من مروءة وكرامة الإنسان العربي، فلا فيهم غيرة على أعراضهم ولا أرضهم، يكرهون العيش في اليمن ويحلمون باللجوء في أوروبا.
هؤلاء هم المستفزون أنفسهم، هؤلاء تجدهم يتشفون ومنساقين مع الروايات والإشاعات والإجرام الصهيوني تماما وباسم الحداثة والانفتاح الغربي الذي صادر حقي وحقوق الشعوب وقتل ودمر تحت هذه المسميات والشعارات التي يروج لها الغرب بين شعوبنا.

أترك تعليقاً

التعليقات