جرَّافة التحالف
 

عمر القاضي

طالب جامعي يجد نفسه غير قادر على شراء ملزمتين جامعيتين ألزمه أحد الأكاديميين بشرائها من إحدى المكتبات المحاذية للجامعة، وإلا لن ينجح في اختبارات نهاية الترم.. قال لي إن سعر الملزمتين حوالي 1800 ريال.. ومطلع الأسبوع الماضي خرج بعض الأكاديميين المؤيدين للعدوان في جامعة صنعاء، محتجين ومطالبين صرف رواتبهم كاملة، ورافضين استلام نصف الراتب المقرر صرفه. 
دلع أكاديمي مستفز لموظف آخر يشبهني جيداً، استلم نصف راتب وهو 5.500 ريال، بعد خصم أقساط القرض. تعرفون كم هو نصف راتب الأكاديمي الواحد؟ ما يقارب 150.000 ريال. طيب يا (كناد..) أولاً اصرفوا الزلط التي تجنونها من بيعكم لملازم وكتب ومحاضرات للطلاب الكادحين وبالتجزئة وبآلاف الريالات طوال السنوات الماضية، ويفترض أن يحصل عليها الطالب مجاناً، وبعد ذلك اصرفوا نصف الراتب الذي استلمتموه مؤخراً. 
ليس مستغرباً هذا الانحدار و(الروفلة) لأكاديميين لا تقدر أن تفرق بينهم وبين الـ(كناد..) اللحظية. هل من أحد يقنع الجياع غير الموظفين ما الغرض من ذلك الاحتجاج. لقد أصبحوا (نطلة) وعالة على جامعتنا الممتلئة بشهاداتهم التي يستخدموها كمقصلة ضد أجيالنا. 
الطالب الذي ذكرنا معاناته سابقاً لا يملك الـ2.000 ريال، هو واحد من آلاف الطلاب الذين لا يقدرون على شراء ملازم الجامعة، وقد كنت ذات يوم واحداً منهم، وما زلت أتذكر أن أحد أفراد أسرتي كان يدفع لي شهرياً 2.000 ريال كمصروف جامعة، كنت أقف حائراً بين الألف الأولى والألف الثانية وأقسمها أخماساً وأسداساً، هل أشتري منها ملزمتين أم أخرج بعض ملابسي من المغسلة، وإلا أدفع منها إيجاراً، وإلا أدفع الدين حق صاحب البوفية. مبلغ كهذا يا أكاديميي جامعة صنعاء ماذا سأفعل به؟ وبعد صراع مرير أمشي على إثره مئات الخطوات فاقد الإحساس بكل الكائنات التي تمر من حولي، حتى أقرر في أحد الشوارع التي لا أعرف ما الذي قادني إليه، بأن أذهب إلى صاحب المغسلة وأخرج شميزاً واحداً فقط، وأشتري ملزمة واحدة، وبقية الملازم سوف أستعيرها من الطلاب (المريشين) الذين تمكنوا من شراء كل الملازم. وما تبقى من الألفين يا (كناد..) جامعتنا أتغدى به وأشتري 3 حبات (قات سوطي) باعتبار أني أضفت حبتين سوطي عن الحبة المعتادة دوماً حتى أنسى معاناتي ومقصلتكم التي يقتل تحتها آلاف الطلاب في جامعة صنعاء وهم مشغولون كيف سيشترون محاضرة أو محاضرتين في ملزمة، ويصعب شراء ملزمة مكتملة لكل المحاضرات، وبقية الملازم والكتب الأخرى لما يفتح الباري. 
يا أكاديميي جامعة صنعاء الجميع يحسدكم ويعرفون أن أقل واحد منكم كان يستلم ما يقارب الـ300.000 ريال شهرياً، بينما طالب يستلم 2.000 ريال وجندي يقاتل طوعياً في الجبهة، وآخر يمشي من الحصبة إلى الجامعة راجلاً ويحلم ولو مرة واحدة أن يركب باص الحصبة. 
لا أعرف من الذي منحكم هذه الشهادات حتى تزايدوا علينا بخروجكم محتجين لأجل صرف بقية راتبكم. نعرف جيداً جامعة صنعاء، ونعرف كيف أصبحت وكراً وطوقاً لفرض تعنتكم واضطهادكم على طلابها تعليمياً وثقافياً ومادياً. لا أدري بأي حق تريدون صرف رواتبكم الباهظة كاملة، وفي وضع لا يحتمل، ولا نعرف مقابل ماذا تحصلون عليها، هل مقابل بيعكم الملازم والمحاضرات والكتب للطلاب وبمبالغ باهظة؟ أم لأنكم تدرسون المنهج الوهابي الذي مسخ آلاف الطلاب، وأصبحوا يراهنون على تحرير السعودية لليمن، حتى اللحظة ونحن نشاهد ونسمع سماجات أغلب طلاب الجامعة مشوهي التفكير مهزوزين بآرائهم يصدقون كل كلمة تقولها مذيعة (الحدث) الفاتنة. 
لقد تفردتم في هذا الصرح التعليمي لتنفثوا سمومكم وتنتهكوا التعليم عبر مناهجكم المتوحشة والمنقولة من نظريات قد توارت قبل حوالي 70 عاماً، ولم تعد صالحة لتلقينها آلاف الطلاب.. لا جديد سوى تعنتكم المفرط على تاريخ التأكدم. أعتقد (لا سمح الله) أنكم قد تفاجئوننا في السنوات القادمة بتأليف ملازمكم التي ستجيدون في سطورها مواكبتكم لكل ملامح العمالة والارتزاق. وأتوقع أيضاً أن دكتوراً إخوانياً كمحمد الظاهري سيبدأ بتأليف كتاب بعنوان (سيكولوجية التحالف العظمى ونقاط ضعف الانقلابيين)، ويرغم جميع الطلاب على شراء هذه الملزمة الوطنية، وأكاديمياً آخر يشبه عبد الله الفقيه سيصدر ملزمة أخرى تحت عنوان (مصطلحات نهمية وخروقات الانقلاب)، ليتم إقرارها مادة أساسية لطلاب قسم العلوم السياسية. 
أما الدكتورة فاتن التي تمارس مهمتها كمجنزرة ألمانية قديمة استخدمها هتلر لاستفزاز الخصم الروسي، مهمتها الرئيسية هي القدرة على أن تجرف كل ما حولها، أعداء وأنصاراً، هذه العجوز الخرفة التي لا تفرق بين خصمها ومن معها كعادتها تجيد الاصطفاف في مقدمة الاحتجاجات التي تخرجها نقابة الأكاديميين موسمياً، للتذكير أن هناك نقابة للأكاديميين. أما هذه المرة الغرض كان واضحاً بالنسبة لي وللكثير، أما الدكتورة فاتن كعادتها لا تعرف ما الهدف من هذا الاحتجاج، لأن مهمتها هي الدك والاصطدام، وأن تستفز ثم تشتبك مع أي كائن يقف أمامها أو يعارضها، وفي النهاية تسقط على الأرض مغشياً عليها. وكعادتهم الـ(كناد..) يصعدون بالمغمى عليها، فتصحو الدكتورة فاتن كمنجزرة ألمانية عاطلة وضعها الألمان في إحدى التباب لتمويه الخصم بتمركزها المستفز المقزز.. طيب ماذا ستؤلف المجنزرة فاتن إذا كان لديها قدرة لتأليف ملزمة لطلابها بعد الإغماء الكاذب؟ أعتقد أنها ستؤلف ملزمة تحت عنوان (إغماء الميليشيات قبل تسليم بقية الراتب). 
لا أعرف من منح مثل هذه الدكتورة شهادة، ولو أعرف الدولة والجامعة التي منحتها ذلك، فأنا أول من سيرفع قضية ضد هذه الجامعة والدولة التي صدرت لنا مجنزرة لجرف الخصم تدعى الدكتورة فاتن. 

أترك تعليقاً

التعليقات

  • الأربعاء , 7 مـارس , 2018 الساعة 8:07:39 AM

مقال جميل