اصنجه ملطام!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
أخيراً جزعله العيد. أيوه جزعله من المدن اليمنية، أما في القرى والأرياف أعتقد أن أجواء العيد باقية فيها حتى مغادرة وعودة أبنائها إلى المدن.
وأنت كيف كان عيدك يا صاحبي؟ والله كان يوم من جيز الأيام. بالمختصر يعني كان يوم جمعة كبيرة ومطورة. وبقية أيامه كانت مباركة بالمطر والطفر.
كان يوم أغبر وأعمى وزاد أبناء تعز وإب كحلوها للآخر. غلقوا المطاعم والبوافي وسافروا. وهات يا حنبة الجن. تجزع تلف نص صنعاء ولا تلقى مطعم فاتح. حتى المطاعم التي ما أحد يدخلها طول السنة غلقوا وسافرا. أمانة يفعلوا أزمة ولا كأنه يعنيهم زبائنهم. صح من حقهم أنهم يسافروا ويزوروا أقاربهم. بس يفترض يفعلوا تنسيق في ما بينهم، مش كلهم يغلقوا.
المهم في يوم العيد اتصل بي صديقي الرائع الصحفي رشيد الحداد وعزمنا أخزن عنده في منزله الجديد وغير الجاهز وغير المسكون بعد في منطقة الصباحة. رشيد أغراني بأن المكان جميل وسوف أطعم أغصان القات في منزله الجديد. وأغراني أن المكان مطل على العاصمة كلها، فرحت وقفزت أخزن بالصباحة في منزل رشيد الذي استهلك وباع كل ما يملك عشان يبنيه، يشارع المتهبشين الذين حاولوا يبسطوا على حقه، الله لا ألحقهم خير.
خزنت إلى وقت المغرب داخل غرفة باتجاه الغرب في منزل رشيد الأنيق، لكني لم أشاهد صنعاء ولا شيء من الكلام والإغراء حق صديقي رشيد. كنت كل شوية أقوم أنظر من النوافذ التي تُسرب المطر لعرضي، أشاهد منطقة فارغة وخبت وخط إسفلتي ينتهي في حدة. ذهبت إلى الصباحة بالفانيلة النص وهات يا برد. وبرغم عوامل التعرية والبرد كان يوما جميلا برفقة رشيد وهو يحدثنا عن الفساد والاقتصاد وكيف استهدفت أمريكا اليمن أرضاً وإنساناً ومؤسسات وزراعة. لدى رشيد الحداد أرشيف من القصص والمعلومات الحقيقية التي انتهجها نظام صالح طوال السنوات السابقة بحق شعبه وعبر الفساد.
كنت أشاهد رشيد وهو يحزق ساقيه وهو يسرد قصصاً مجحفة نفذها مسؤولو النظام السابق. أيضاً حدثنا عن انقراض البن والبُر، والكثير من أنواع الأشجار اليمنية المختلفة كشجرة القطن وأشجار عدد من الفواكه، والمنتجات التي انقرضت نتيجة فساد وصفقات مشبوهة.
رشيد حكى لنا قصص فساد حقيقية ومضحكة، وكيف كان المسؤولون ينهبوا موازنات طائلة تقدمها الدولة ودول مانحة لليمن. مثلا أن يقوم مسؤول يمني بتقديم مشروع فتح طريق إسفلتي جديد من صنعاء إلى منطقة الجبين بريمة ويستلم الموزانة وينهبها، وبالأخير ينكشف أنه لا يوجد خط إسفلتي للجبين ولا حتى لمديرية بلاد الطعام. يطلع مجرد خط وهم وكذب، والشاهد الله.
ومن هذه المشاريع الوهمية والفساد بالمئات وبمليارات الدولارات انتهجها نظام صالح. وتسمع شخص يقولك قد كنا على "علي سالح" أفضل. أمانة لو سمعته يردد هذا الأسطوانات الفاسدة اصنجه ملطام لما تخالف لجعه. وأنا ورشيد بنفرع.
كان صالح ونظامه أحقر وأفسد نظام عرفته اليمن. أمانة التخزينة مع رشيد الحداد رائعة وممتعة بمعنى الكلمة، ورشيد ما شاء الله ما بيقصر معك، بيحدثك عن أي شيء. إنسان مثقف ونشيط الله يحفظه. رشيد أفنى سنوات وهو يكد ويبحث عن معلومات ويجري من وزارة إلى أخرى ويكتب تقارير أو تحقيقات صحفية في صحيفة "الوسط"..

أترك تعليقاً

التعليقات