أصحاب الدعوة
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -

تذكروا أصحاب الدعوة، أيوه هم أنفسهم. هاذولاك الذين يدعون المسلمين للإسلام من جامع إلى آخر ومن قرية إلى أخرى. كيف تدعون مسلمين للإسلام يا جماعة الدعوة.
تصدقوا أنهم مازالوا فعالين هنا في العاصمة والمحافظات الأخرى. ومازالوا يتسكعون في المقايل والبوافي بذريعة أنهم يدعون الناس إلى الهداية والتقوى. تعرفون ليش أعضاء الجماعة هؤلاء أثابكم الله يدعونكم للإسلام. لأنهم مازالوا معتقدين أن الناس كفار وضالين، لذلك ما تركوا بيت ولا شقة إلا وطرقوا بابها، عشان يدعون المستأجر الحانب بالإيجار للإسلام ويخرجوه من الضلالة والبرد الذي يعيش فيه.
بالله عليكم تكون أنت راقد في سابع نومة أو مخزن بأطرف مقيل إلا وطبوا عليك أصحاب الدعوة ينصحوك ويتلون عليك أحاديث من حق ابن تيمية، هذه سهل. لكن أن يتعاملوا معك أنك ضال وكافر من حق قريش، ما هذه إلا لحالها. ومش كذا وبس. كمان بعد أن يختموا نصائحهم لك، يدعونك للانضمام إليهم والخروج معهم. سواء وافقت أم لا، ففي الحالتين سيقوم واحد منهم بتسجيل اسمك على أساس أنك مستعد للخروج معهم.. إلى أين؟ باقول لكم إلى أين؟ إلى الجامع بالحارة، حيث ينامون ويطبخون، فقد حولوا الجامع كما لو أنه مخزن تابع لمقاول. مليء بالعفش والقطم والشولات والمواد الغذائية والفرش والبطانيات.
ثم ينتقلون بك بعد أيام إلى جامع آخر بالأكمة تدعو فيه الناس إلى الإسلام. ثم تنتقل معهم إلى منطقة قحازة وبلاد الروس لتدعو بني قحازة وبلاد الروس للإسلام، وهم مسلمين أصلا ويعبدون الله من يوم خلقوا. وحافظين القرآن أكثر منكم. بعدها تنتقل معهم إلى منطقة الحتارش، وهكذا طريق طريق إلى أن تصل دولة الصرب، ومن هناك ارجع رجل...
قلك أخرج أدعو أبناء ظليمة والحتارش المسلمين للإسلام.
مازلت أتذكر قصة حدثت زمان في قريتنا عندما حضر أصحاب الدعوة إلى جامع قريتنا، وحضر معهم شخص مشهور بأنه أكبر سارق في المنطقة، والجميع يعرفه.
مافيش أحد بالقرية إلا قد لطش عليه هذا السارق يا رأس غنم ولا صعبي ولا تلفزيون، تفاجأ جميع أبناء القرية بالتحاق هذا السارق مع أصحاب الدعوة. وليس هذا فقط، بل إن هذا السارق اعتلى منبر الجامع يلقي محاضرة ما بين صلاتي المغرب والعشاء، اعتلى وبدأ يحدث ويحاضر أبناء القرية عن الحرام والحلال، يا عيني على ابن الحرام!
هذا السارق عمره ما قد دخل جامع ولا رحم فقير ولا ترك أحد إلا ولطشه، كان المحاضر اللص يرتدي قميص أبيض وغترة (مشدة) تشبه غترة مصعب الزرقاوي، وكان يرغي ويزبد في منبر جامع قريتنا وهو يحدث ويلاصق أحاديث يعلم الله من فين حصلهن؟ وكان كل الحاضرين في الجامع متفاجئين كيف اهتدى هذا اللص.
بينما كان رجل مسن قاعد طرف الجامع يستمع للسارق ويبتسم، فجأة قام من مكانه وتقدم باتجاه السارق، وقال له: «بلا كذب ودجل على الناس يا سارق، لا عاد تحدثنا عن الحلال والحرام ولا تدعونا للإسلام، رجع الصُّعبي والتلفزيون حق الحجة زعفران، وبعدين اطلع حدثنا يا سارق، أنت سارق والجميع يعرفك».
فما إن انتهى الرجل المسن من كلامه حتى ضحك جميع الحاضرين في الجامع.
بعد أيام غادر أصحاب الدعوة جامع قريتنا والسارق معاهم نحو قرية أخرى في سبيل نشر الدعوة هناك. وبعد حوالي أسبوع عاد شخص آخر من أصحاب الدعوة إلى جامع قريتنا يبحث عن السارق، فالتقى الرجل المسن الذي وبخ اللص في جامع قريتنا سابقا، المهم هذا الشخص اقترب من الرجل المسن يسأله عن السارق، فرد عليه المسن: ليش، مو قد فعل. قال: لطش علينا أسطوانات الغاز وفحط. ضحك الرجل المسن وقال له: قد قلنا لكم ما حد يدعو الناس للإسلام بسارق.
وفي المقابل عليكم أن تتخيلوا لص ومرتزق كحمود المخلافي يدعوكم باسم الوطنية والتحرير والزيف في سبيل سرقة عفشكم وقتلكم، هي نفسها، هاذاك سارق دخل مع جماعة الدعوة ولطش أسطوانات الغاز عليهم وفحط. والأخير سرق تعز ودمرها باسم التحرير وهرب.

أترك تعليقاً

التعليقات