لا تصدقهم يا عم سعيد!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -

أربعة أعوام من الصمود ضد العدوان، هذا لا خلاف فيه. أيضاً أربعة أعوام صامدون أمام ارتفاع الدولار وارتفاع المشتقات النفطية والمواد الغذائية.
أربعة أعوام صامدون أمام شخط ونخط المؤجرين، وتهديدات أصحاب المولدات الكهربائية، وثقالة شبكات النت الخاصة بالحارات...
أربعة أعوام صامدون أمام الكوليرا وأمام المنظمات الحقيرة. آخر منظمة لا أذكر اسمها ولا داعي لذلك، كما لا أذكر اسم مديرتها. ليست متأكداً أن كان اسمها سميرة أو شاكيرا...!
المهم هده المنظمة منذ أربعة أعوام وهي صامدة معانا فقط لمحاولة إقلاقنا. مرة تحذرنا أننا مهددون بالمجاعة، ومرة أخرى تحذرنا أن أطفالنا يعانون من سوء التغذية؛ لكن المنظمة هذه لم ترفع صوتها ولو لمرة واحدة لإدانة عدوان التحالف وحصاره لنا وأنه سبب رئيسي لكل المصائب هنا. 
أكيد سيعاني أطفالنا من سوء التغذية، وهناك منظمات تصرف إغاثات منتهية ومليئة بالأوبئة، وأخرى توزع أدوية لمكافحة الكوليرا وسوء الهضم...
وعندما تنفد كمية الأدوية تلجأ المنظمات لتوعية المواطنين بأن يشربوا ملوخية بدلاً عنها!
أربعة أعوام صامدون يا عم سعيد. الأمم المتحدة وحدها أرسلت حوالي أربعة مبعوثين لليمن، مبعوث وراء مبعوث. لكن ولا واحد منهم سابر، ولا فيهم ذرة معروف. 
أربعة أعوام صامدون في أكثر من خمسين جبهة. جبهة تروح وجبهة تجي. "ولا يتقدم الأعداء شبراً واحداً". هذا النص الشعري اقتبسته من قصيدة "مديح الظل العالي" للشاعر الكبير محمود درويش (رحمة الله عليه)، أما أنا فقد بطلت أكتب شعر من أيام الجامعة. آخر قصيدة كتبتها في سنة أولى، وقد اعترضت عليها أغلب طالبات الدفعة. كما تعرضت لسؤال منهن مفاده: إيش تقصد بهذه القصيدة؟ رددت عليهن: ولا أقصد شي، كل واحدة منكن تقدر تفهمها كما تشاء. وجاء ردهن الموحش ليؤكد أنهن لم يفهمن قصيدتي من الأساس.
وقد طلبن مني ألا أكتب مرة أخرى قصيدة في صحيفة الدفعة. ومن يومها بطلت الشعر ولم أكتب حتى بيت واحد. 
وكلما فكرت أكتب شعر أذكر ما طلبنه مني، الله لا فتح عليهن. لقد دمرين ملكاتي وموهبتي الشعرية. لكن والله لأكتب شعر. مش مشكلتي أشرح القصيدة لكل قارئ. المعنى في بطن الشاعر. الذي يفهم فهم، والا يضرب برأسه عرض أقرب جدر.
سأعود إلى الجبهات التي يفتحها العدوان، فبعد أن يتم دحرهم منها وتحريرها، يدخل عشرات المفسبكين ينشروا ألف منشور يناشدون ويطالبون فيها التحالف القذر وعبد ربه منصور باستعادتها لهم. حبة حبة يا عبده استعيدهن!... آخر مناشداتهم كانت في حجور المحررة. 
أربعة أعوام ونحن صامدون أمام الناشطين والمحايدين العميقين والعميقات. انتبه تصدقهم يا عم سعيد! والله ليبيعوك بحق القات! جاؤوا يمكنوها حياد وقت القصف والمجاز والحزن والحداد!
اللهم بحق العام الرابع يا الله أن تجعلهم حتيف نتيف، لقد باعوا الكرامة والشرف في سوق الارتزاق والقرف.

أترك تعليقاً

التعليقات