«جولي» معزية بعد سبع!!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
وصلت «إنجلينا جولي» اليمن تبكي.. طلعت مرهفة قوي.. لست متأكداً إن كان هذا البكاء حقيقياً أو بروفات من دراما الموظفين الإنسانيين والمبعوثين القلقين. لا أدري إن كانت هذه الصدمة وهذا البكاء لـ»جولي» جزءاً من سياسة المنظمات التي تبكي علينا وتقلق علينا عشان تطلب الله من عرضك يا يمني. وفي نهاية المطاف توزع فتات ومساعدات فاسدة وتلهط بقية الدعم من حزنك ومعاناتك أيها اليمني بسبب العدوان والدمار والحصار.
بكاء «جولي» وصل متأخراً، بكاء ناشف لم أشاهد دموعها تنهمر وهي مرتدية كمامة سوداء وتلتقط صوراً جانبية في مخيمات النازحين. أيضاً لم أتجول في قلب «جولي» حتى أتأكد من مصداقية وأحاسيس البكاء والحزن التي أبدتها وهي تشاهد وضعاً كارثياً لشعب محاصر ومقصوف منذ أكثر من سبعة أعوام.
«جولي» ممثلة وتشغل منصب سفيرة النوايا الحسنة. من الذي عينها؟! وكيف؟! ولماذا؟! اختارها الغرب لمنصب لا نعرف من مهامه غير الاسم «النوايا الحسنة» تشعرك أنها زارت دولة وشعب النوايا السيئة. شعارات مزيفة تتوالى على الشعب المظلوم والمحاصر والمقصوف بدون حق.. ومن الذي يعتدي على هذا الشعب؟! حكومة «جولي» وحكومات غربية أخرى.
كل مرة يصدرون لنا شعارات، مثل «السلام» و»النوايا الحسنة»، وكأننا شعب ضد السلام والحياة، ولسنا شعباً مسالماً وكريماً وعزيزاً وبعد حالنا. اذهبوا انشروا نواياكم وشعاراتكم في بلدانكم التي تبيع أسلحة للسعودية والإمارات، انشروا نواياكم وشعاراتكم المزيفة في «إسرائيل» وأمريكا التي تدعم المجرم والمعتدي.
أيضاً، هل يعقل أن «جولي» لا تعرف ما تعيشه اليمن وشعبها من معاناة وكارثة إثر الحصار والقصف منذ بداية الحرب؟! معقول أنها ما قد شاهدت ولا سمعت ما يحدث لنا ولبلادنا من إجرام سعودي ـ إماراتي ـ أمريكي. كانت تفتح أطرف قناة يمنية أو موقع أو على الأقل كانت تقفز لعند المبعوث الأممي السابق أو لعند أطرف عامل في منظمة أجنبية وتسحب لها تقرير محايد وصادق عن اليمن لتعرف حجم المعاناة وتبكي براحتها، أهون من أن تصل اليمن عمياء وتبكي سع المعزية التي تصل بعد سبع سنوات لتذكرك بفقيدك ومصيبتك وحزنك.
أختي «جولي» زوري كل اليمن براحتك فوق العين والرأس، لكن مش في نهاية المطاف تصدري لنا بيان سع بيانات الذين سبقوك بالقلق والإدانة للكل ضد الكل و»شاهد ما شفش حاجة». يا أخت «جولي» كارثتنا ومصيبتنا ومعاناتنا ومظلوميتنا واضحة كالشمس، فتوكلي على الله وقولي وانقلي الحقيقة المغيبة للعالم، وأن هذا الشعب أصبح «على الحديدة»، مجازر لا تحصى ارتكبها العدوان، وحصار خانق على شعب بأكمله من قبل تحالف العدوان وبتواطؤ الأمم المتحدة ومنظماتها المتعددة.

أترك تعليقاً

التعليقات