اللغة والعملة!!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
أي يوم عالمي للغة العربية هذا؟! آه يا لغتي العربية المتوارية من أراضيها العربية. فعدد المعاهد الإنجليزية والفرنسية والألمانية أكثر من عدد المدارس والجوامع، أي يوم حزين هذا.
أعضاء فيسبوك العرب أكثر من النصف كاتبين أسماءهم بالإنجليزية.
حتى في جداول الاختبارات يأتي يوم اختبار مادة اللغة الإنجليزية قبل اختبار مادة اللغة العربية في الجامعات، وأحيانا يسبقوها في المدارس قبل لغتنا الجميلة. كل مصطلحات ومسميات التكنولوجيا والتطبيقات والعولمة باللغة الإنجليزية.
أصبح المتقدم العربي للدرجة الوظيفية في القطاعات الخاصة لا يُقبل إذا لم يكن يجيد اللغة الإنجليزية كتابة ونطقاً، والمنظمات الحقوقية لا تصدر كتيباها ونشراتها وتقاريرها التوعوية والإرشادية إلا مناصفة؛ نصفها بالعربي والنصف الآخر بالإنجليزي.
كم ترجمنا للغرب أعمالاً فنية وثقافية ودرامية سواء من كتب تاريخية وروايات وعلوم وأفلام درامية ووثائقية وأغان.. وكم هم ترجموا لنا؟! ترجموا كل شيء لنا، ينتجوه جديد. نصف الجيل الجديد في البلدان العربية يتحدثون الإنجليزية. حتى الفنان يحيى الرحومي غنى أغنية بالإنجليزية. والمنشد عبدالخالق النبهان أنزل زاملاً بالإنجليزية.
مشكلة اللغة الإنجليزية أنهم يريدونها فوق جميع اللغات وتنهي جميع لغات العالم، لتبقى هي لغة الشعوب الوحيدة فقط، وهذا هو المقلق، كما هو حاصل مع العملة حقنا، يريدون عملتهم (الدولار) العملة الرسمية للشعوب.
بأي حق هذا يا لغتي العربية؟! يريدون إلغاء لغتنا ولهجاتنا وإرثنا وعاداتنا وتقاليدنا وعملتنا وأشجارنا وهويتنا وكل شيء خاص فينا. وانظروا إلى الكارثة اليوم بأنفسكم وتدهور عملتنا الوطنية وارتفاع الدولار.
آه يا لغتي العربية، نحميك من الضياع أو نحمي أنفسنا من القصف والحرب والجوع و.. و.. إلخ، نحمي أطفالنا أو نحمي إرثنا وتاريخنا وديننا وحضارتنا. كل شيء أصبح يغزونا، يعتدون على بلادنا ويلغون كل شيء فينا، ويصادرون كل شيء نملكه، وكل شيء عليه تربينا.

أترك تعليقاً

التعليقات