خط أحمر..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
في قديم الزمان.. كان أهل هذه البلاد يضربون المثل بأمريكا ودول الغرب إذا رأوا تصرفاً غير أخلاقي في أي شارع أو حارة يمنية، وكانوا ينهرون من يقل حياؤه ويحاول أن يرتكب عيباً قائلين: هل تظن نفسك في أمريكا يا قليل الحياء، أنت في بلد الإيمان والحكمة.
كان هذا قبل أن يحكم الحرمين الشريفين شاب قليل حياء من نسل مردخاي يدعى «بن سلمان»، ويباشر بمنافسة المجتمعات الغربية في الانفتاح و»الانفشاخ»، رامياً بقدسية الأرض المباركة وقيم المجتمع العربي الحجازي عرض الحائط.
وبالفعل خلعت السلطات السعودية عباءة الشرف والتشدد، وسلبت نسبة كبيرة من مجتمعها المحافظ عاداته الأصيلة، واليوم نستطيع القول إن مملكة الشر قد أصبحت مضرباً جديداً للمثل في كل انحراف وزيغ بدلاً من أمريكا التي باتت «موضة قديمة».
أكثر ما يستفز المرء في الموضوع هي الجرأة والوقاحة غير المحدودة التي يتمتع بها بنو سعود، حتى وصلوا إلى مستوى دعم «الشذوذ الجنسي» وباسم بلاد الحرمين الشريفين..!
في المرحلة الأولى قام المهفوف بتحويل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى هيئة الترفيه، يعني من دولة وهابية تكفيرية إلى موطن المتعة واللهو.
وقد رأينا علماء البلاط الوهابيين الذين كانوا يُحَرِّمون الاستماع للموسيقى رغم خلوها من الغناء، باتوا مستعدين للرقص والهز على خشبات ومسارح الكباريهات..!
وبدأ بعدها استقدام الفنانين والفنانات لإقامة حفلات غنائية في مختلف المدن السعودية، وفي مقدمتها أقدس الأماكن على وجه الأرض (مكة المكرمة والمدينة المنورة)، وتزامناً مع ذلك تم حظر استخدام مكبرات الصوت عند الأذان في المساجد المجاورة للملاهي، لكي لا يغلط مؤذن ما ويقاطع «نانسي عجرم» لا سمح الله!
ثم تم إلغاء موسم الحج ومنع المسلمين من زيارة بيت الله الحرام بذريعة الوقاية من انتشار فيروس «كورونا»، بينما المراقص والملاهي الليلية مكتظة بمرتاديها ذكوراً وإناثاً!
ناهيكم عن استمرار فتح المراقص، إن المرء يتساءل: لماذا لم يحسبوا حساب الفيروس حين أقاموا موسم الرياض الترفيهي، واليوم الوطني «للتحرش»؟!
المهم نختصر الموضوع.. آخر ما توصلت إليه سلطات «بن سلمان» هو دعم فئة «المثليين» بواحاً وصراحة، سعياً منها لاسترضاء سادتها وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، حيث قام المهفوف مؤخراً بشراء نادي «نيوكاسل يونايتد» الإنجليزي، والمعروف بامتلاكه قاعدة عريضة من المشجعين «المثليين»، وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية فقد أعلن المشجعون الشواذ ولاعبو الفريق أنهم سيرفعون أعلام المثلية الملونة إلى جانب علم المملكة السعودية.
وفي سياق التوجه الحقير نفسه، أعلن الناقد السينمائي الفرنسي «إدوارد وينتروب»، اعتزامه عرض أفلام الشذوذ الجنسي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بمدينة جدة، وقد قالت مديرة المهرجان «شيفاني مالهوترا» إن هدف المشروع إقناع الجماهير بقبول الأمر والشعور بالراحة عند مشاهدة تلك الأفلام.
بعيداً عن الدين الذي تقنعت به المملكة قرابة 100 عام، يعتبر دعم الشذوذ بحد ذاته انسلاخاً عن الفطرة الإنسانية السليمة، فحتى الملحد يا جماعة الخير يدرك أن رجولته خط أحمر لا يسمح بالتفريط به.
كل عاقل يدرك أن هذا السقوط السعودي تنفيذ لمخطط يهودي قديم لتحويل أقدس بقعة إسلامية إلى دولة الكفر والفسوق والعصيان، وذلك لمآرب خبيثة ذكرها الشهيد القائد (عليه السلام) في ملازمه.
لكن يبدو أن المهفوف مندفع بجنون، وينوي إنجاح مخططهم بشكل لم يحلموا به أصلاً، والله العالم ماذا سنرى من عجائب بعد دعم الشواذ والترويج للمثلية الجنسية!

أترك تعليقاً

التعليقات