الفتنة الـ 29..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

سيقولون عني جبان، لكن لا بأس، فأنا لن أتعارك مع هذا البلطجي والمتنمر عديم الإحساس، سأحاول أن أتحاشى لحظة الانفجار بكلماتي الهادئة، ثم سأنسحب بهدوء.
هذه قصتي المتكررة والرتيبة كلما واجهت المتاعب، خصوصاً عندما يكون الخصم من أولئك الذين يتأبطون رائحة غريبة طيلة الوقت، تجعلك تتمنى أن تشتري أغلى مزيل للعرق في السوق، وتهديه لهم، لكنك «مطفرن».
سأكون غبياً لو اعتقدت أننا سنتقاتل على طريقة «جاكي شان» أو «بروس لي»، بتلك الرشاقة المذهلة واللكمات الخاطفة والمؤلمة، هذه الخرافات غير موجودة نهائياً في اليمن، لا بد أن نتعانق ثم (نتفاحر) ونتبادل الشتائم لمدة طويلة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، هكذا تتم المشاجرات هنا، وأنا لا أريد أن أعانق ذلك المتنمر بسبب إبطيه المرعبين، فبالتأكيد سينتهي بي الأمر فاقداً الوعي في قسم العناية المركزة بأحد المشافي، ولذلك سأحاول النفاذ بجلدي والانسحاب.
لقد انتصر عليَّ نصراً ساحقاً، ولا يهم نوع السلاح الذي هزمني به، المهم أنني انسحبت بصفتي جباناً وضعيفاً، وأنا أعترف بأنني جبان جداً أمام الروائح العطنة.
حسناً.. هذا نوع جديد من فنون الدفاع عن النفس، وأعتقد أن خصمي لديه الحزام الأسود فيه، ربما هذا الفن مقتبس من أفلام «ناشيونال جيوغرافيك»، فقد رأيت فيلماً وثائقياً يتحدث عن مخلوقات اسمها «الخنافس القاذفة».
إنها مضحكة جداً، ويوجد منها أكثر من 500 نوع كما يقول العلماء، تعيش هذه الخنافس في معظم القارات بما فيها قارتنا، إذا ساء حظك وصادفت واحدة في أي مكان فلا تقترب منها، حاول أن تبتعد قدر الإمكان ولا تفكر في إيذائها، لأنها ستطلق من بطنها رائحة أسوأ مما تتخيلها، عندها سأكون قد حجزت لك سريراً بجانبي في المشفى ما أعجب هؤلاء القوم، يدافعون عن أنفسهم بإطلاق ريح كريهة، يجب أن يخجل كل متنمر وكل خنفساء على وجه البسيطة، ويجب أن يخجل التحالف الأمريكي السعودي أيضاً... هل تسألني لماذا؟
لأن التحالف لا يختلف في شيء عن الخنفساء القاذفة، فكلما شعر بالخطر أطلق ريحاً عبر قنوات مختلفة (الحدث، العربية، سهيل، يمن شباب.. الخ)، غير أن كلاً منها لها أسلوبها ورائحتها الخاصة.
قبل بضعة عشر يوماً، احتفلنا بذكرى ميلاد النبي (ص)، وزينا الشوارع بقليل من اللمبات والشرائط الخضراء، لنتفاجأ بقناة الحدث تقول إن الحوثيين أنفقوا 68 مليار دولار في هذه الفعالية، يعني لو شدوا الهمة لأجهزوا على ثروة «جيف بيزوس» أغنى رجل في العالم.
من رأى منكم «نجوى قاسم» فليخبرها بأن الشعب هو الذي احتفل بميلاد نبيه، وليس الحوثيين وحدهم، ولو كان معهم مليار دولار لصنعوا صاروخاً يتحدث العربية ويذهب بنفسه لينفجر، ولأشبعوا شعبهم الذي سرقتم لقمته.
وماذا عن سهيل ويمن شباب، يكفي أن تعلم أنهما قناتان إخوانيتان لتتخيل مدى بشاعة النتانة التي تفوح منهما كل يوم، الأولى فيها «الأضرعي» والأخرى فيها «الربع»، ولا يوجد أنتن وأكره وأعطن من هذين المسخين، لدرجة أن كل واحد منهما يستولي على نصف قذارة العالم، وهناك مؤشرات على أن بقية القذرين سيثورون قريباً للمطالبة بحقهم.
أيضاً تحالف النتانة اليوم يستغل حصاره الجائر ويدعو الشعب اليمني للانتفاضة في وجه نفسه، وهذا بالتعاون مع قناة «اليمن اليوم» التابعة للنتنين، والتي تبث من دولة نتنة في الخارج، وليس من صنعاء، ربما ستكون هذه الفتنة الـ29 التي يطفئها رجال الله.
إنه ذات الأسلوب المتعفن.. يظن التحالف أنه سيهزم اليمنيين كما هزمني ذلك المتنمر برائحة عرقه، متناسياً أنه مجرد «خنفساء قاذفة» سيدوسها طفل بقدمه.. ويمضي.

أترك تعليقاً

التعليقات