الإصلاحي يتشقلب..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحي / لا ميديا -
منذ أن تم تأسيس حزب الإصلاح في أوائل تسعينيات القرن الماضي وهو يتغنى بدعمه المزعوم للقضية الفلسطينية، حتى صدَّق البعض أن الكائن الإصلاحي يعد أكثر المخلوقات استعداداً للتضحية بروحه ودمه من أجل فلسطين.
كانوا يجمعون التبرعات في جميع الأوقات وبكل الوسائل، فرشوا الشيلان أمام الناس، وزعوا الصناديق، وأنشأوا آلاف الجمعيات الوهمية ليقتاتوا من خلالها على دماء الفلسطينيين ومعاناة الفقراء.
ناهيك عن خطابهم الإعلامي المستمر لدعم الشعب الفلسطيني، والعجيب أنه كان خطاباً يخلو من أي كراهية أو عداء تجاه العدو «الإسرائيلي»، فقط يدعو لإنفاق الأموال لذلك الإصلاحي الذي يحمي الأقصى ونحن لا ندري.
طوال تلك السنوات وحزب الإصلاح يجمع التبرعات باسم الفلسطينيين، ويحدث الناس عن أهمية الإنفاق في سبيل القدس.
وعندما قامت حركة «حماس» قبل أيام بتكريم الأستاذ «محمد علي الحوثي» لتبرعه بجنبيته دعما للفلسطينيين، ثارت ثائرة الإصلاحيين، وشنوا حملة إعلامية شرسة لمهاجمة «حماس» وإطلاق كل التهم والشتائم عليها، وبرغم ارتباط حركة «حماس» الوثيق بالإخوان المسلمين فإنه لم يشفع لها من بذاءة منافقي الإصلاح..!
الإصلاحيون تركوا القضية الفلسطينية والعدو «الإسرائيلي» وسارعوا لاتهام «حماس» بالعمالة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ كانت «جنبية أبو أحمد» كافية لفضح سقوطهم الفكري والأخلاقي.
بعد هذه الهجمات أصدرت حركة «حماس» بياناً تؤكد من خلاله أنها ليست مع أحد، وأن قضيتها الوحيدة هي القدس والأقصى الشريف، وكان طبيعياً جداً أن تكرم من ساندها ووقف معها في المعركة ضد الاحتلال الصهيوني.
وفجأة ظهرت «إسرائيل» لتقود الهجوم الإعلامي ضد حماس، وبدأ «إيدي كوهين» وأصحابه بإطلاق الاتهامات ذاتها على حركة المقاومة الإسلامية «حماس».
هنا اصطف أتباع الزنداني واليدومي دون تردد في صف العدو، واتحد الإصلاحي مع «الإسرائيلي» في هجومهما الشرس ضد «حماس».
هكذا تشقلب الإصلاحي مع مرور الزمان وفق أهوائه الشيطانية، ففي السابق كان يصدع رؤوسنا وهو يتسول باسم فلسطين، ويدعو العالم للتبرع لفلسطين و.. و.. و.. إلخ.
واليوم نراه يقف مع «إسرائيل» في صف واحد ضد فلسطين، ويسخر صوته وقلمه لمهاجمة أحرار المقاومة، لدرجة أنني لم أعد أميز منشورات الناشط الصهيوني عن منشورات الناشط الإصلاحي.
الحقيقة أنه لم يكترث لأمر الفلسطينيين مطلقاً، حتى الأموال التي جمعت لفلسطين كانت تتحول إلى فلل وقصور ومشاريع استثمارية للإخونج، بينما التبرعات التي يجمعها الحوثيون يتم تسليمها لمندوبي المقاومة في صنعاء بسندات رسمية، والدليل شكر «النخالة» لليمنيين وتكريم «حماس» لأبو أحمد الحوثي.. ورغم أنفك يا إصلاحي.

أترك تعليقاً

التعليقات