قوة التحمل..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
أن تستصغرني وتتجاهل كلامي فهـذا شيء عادي، وأن ترى نفسك أكثر حكمة وذكاء مني فهذا مقبول أيضاً.
أنا إنسان بسيط وعادي، قد أخطئ أحياناً وأصيب أحياناً أخرى.
لكن أن تتعالى على توجيهات الله وترى نفسك أكثر حكمة وعلماً من خالق السماوات والأرض فهذه كارثة وجريمة غير مقبولة نهائياً.
هذا ما يحدث بالفعل، هناك الكثير من أوساط المسلمين يقارعون أوامر الله بالمفتوح وبلا خجل أو حياء.
تقول له: سلم لأختك حقها من الميراث.
فيرد عليك بكل جرأة: مابش عندنا نسوان يورثين.
يا خبير راجع نفسك، قال الله تعالى: “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ  لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ…” إلى آخر الآية.
فيرد عليك بنفس الجرأة: مابش عندنا نسوان يورثين.
الخلاصة أنه يرى نفسه أحكم وأعلم من الله العليم الحكيم.
لا أدري من أين أتى الظالمون بهذا التبرير السخيف..! وكيف يجرؤون على مجادلة الله بهذه الفظاظة؟
الكارثة أن هذه العادة السيئة تتفشى كالسرطان، حتى أصبحت المظالم في موضوع المواريث منتشرة جداً.
كم من امرأة ظُلمت من قبل إخوتها.. كم من امرأة تتجرع الفقر والجوع بينما إخوتها يأكلون حقها.
المؤلم أن هؤلاء النساء لا يجدن من ينصفهن، والوضع القضائي عندنا حدث ولا حرج.
يختلف اثنان على قطعة أرض (متر في متر)، فيتشارعون في المحاكم عشرات السنين.
رغم أن الأمور والقضية واضحة ولا تستحق العناء، لكن لا أدري لماذا لا يتم الفصل فيها..!
طبعاً من يأكلون حق أخواتهم من الميراث نوعان:
- النوع الذي يأكل حق أخته بالمفتوح تحت مبرر (مابش عندنا نسوان يورثين).
- والنوع الذي يماطل أخته أو يغالطها ويعطيها الفتات، ويظن بذلك أنه عبقري التف على أوامر الله وأنقذ نفسه من الذنب.
يجب أن نعالج هذا المرض أيها الناس، فالظلم ظلمات يوم القيامة.
أولاً علينا العمل على إصلاح الوضع القضائي بمختلف جوانبه.
ثانياً علينا نشر الوعي الصحيح وفقاً لتوجيهات الله في ما يخص موضوع المواريث، فالجزء الأكبر من المشكلة هو غياب الوعي.
رسالتي هنا إلى الجهات المعنية بالاهتمام بهذا الموضوع، وبالأخص وزارة الأوقاف والإرشاد لتوجيه خطباء المساجد.
لا ضرر أن يتم تخصيص جمعة واحدة شهرياً للحديث عن قضية المواريث بالاستناد إلى القرآن الكريم، وتحذير الناس من الظلم وأكل حقوق نسائهم.
أما الوضع القضائي (الخارب والمحبِط) فنسأل الله أن يمنحنا الصبر وقوة التحمل، حتى تستيقظ حكومتنا وتفكر بإصلاحه.

أترك تعليقاً

التعليقات