حجامة ضرورية..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

بدأت أشك في الآونة الأخيرة أن الأجهزة المعنية في الدولة تخاف على مشاعرنا بشدة، وتسعى بكل قواها لمنعنا من رؤية الأشياء الوحشية والمرعبة، لذلك يتم تنفيذ أحكام الإعدام بحق المجرمين وراء جدران السجن المركزي ودون أن يشاهدها أحد.
الأمر أشبه بوالد حنون لا يسمح لطفله الصغير بمشاهدة أفلام الرعب والعنف، لكي لا يستيقظ منتصف الليل صارخاً وقد بال في فراشه.
أنا أشكر السلطات الحنونة على جهودها الجبارة المبذولة في هذا السبيل، وأدعوها لأن تحتفظ بهذه الجهود لنفسها، فنحن شعب عنيف بالفطرة، ولا ضير من مشاهدة قاتل يتلقى عقابه الذي شرعه الله في كتابه الكريم، بل على العكس سنلحظ فائدة كبيرة من هذا، وستقل جرائم القتل العمد بشكل غير معهود، فتنفيذ أحكام الإعدام أمام العامة لا يصنع لدى المجتمع أي ميول للعنف والجريمة، إنما يصنع خوفاً من ارتكاب الجريمة ورغبة دائمة في الابتعاد عنها أما إذا كنتم تبحثون عن أسباب انتشار الجريمة وتبلد المشاعر إلى هذا المستوى الرهيب، فأنا سأدلكم عليها.
أولها هو تنفيذ أحكام الإعدام داخل السجن المركزي ودون أن يرى أحد، والسبب الثاني هو مماطلة القضاء في البت بالأحكام وعقد 364,890 جلسة للقضية الواحدة حتى إذا كانت واضحة من كافة الجوانب، والسبب الثالث والأخير هو هذه التكنولوجيا المكتظة بالبشاعة التي أماتت عقولنا ومشاعرنا بالمعنى الحرفي.
يعني إذا أردتم الحد من انتشار الجريمة فابدأوا قبل كل شيء بتنفيذ أحكام القصاص أمام خلق الله، وأعتقد أن مشاهدة هذا خير وأنفع للبشرية من مشاهدة أفلام هوليوود الدموية.
هذه الغاية من وراء قول الله تعالى: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».. فحين تترسخ في ذهني مناظر القصاص والإعدام سأفكر ألف مرة قبل الإقدام على ارتكاب أية جريمة.
ثانياً على الأجهزة القضائية (السلحفائية) أن تترك الكسل والفتور، وكما يلجأ البعض للحجامة لإخراج الدم الفاسد والتخلص من الخمول، فأرى أنه من الضروري إخضاع القضاء لعملية حجامة وإزالة الفساد العالق من عهد الحكومة البائدة، سترون بعدها نشاطاً منقطع النظير في إحقاق الحق وإزهاق الباطل بمختلف القضايا.
أما التكنولوجيا المليئة بالعنف والدماء فاتركوها وشأنها، وحاولوا تحسين خدمات الإنترنت لكي أتصفح الأخبار وأزودكم بنصائحي الثمينة.

أترك تعليقاً

التعليقات