مزاج..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
يقولون إنني مصاب بجنون العظمة.
مساكين، حمقــــى، متوهمــــون، لا يعلمون أنهم هم المجانين.
أنا عظيم أساساً، ولا أرى شيئاً أعظم مني.
أنا محور هذا الكون، والبقية مجرد تفاصيل لا أهمية لها.
لقد أعطيت نفسي الحق في تقرير مصائركم جميعاً.
أستطيع أن أعبث بحياتكم كيفما أريد، قد أجعلها نعيماً، وقد أجعلها جحيماً.
قد أمنحكم الأمان، وقد أسلط عليكم الخوف والرعب.
قد أسمح لكم بتذوق طعم السعادة، وقد أجعلكم بؤساء أشقياء مثيرين للشفقة.
حياتكم تتوقف على حالتي المزاجية...
لا يمكنكم تغيير هذه الحقيقة، كل ما يمكنكم فعله هو الدعاء أن يكون مزاجي جيداً.
ادعوا أيها المساكين.
حسناً.. لقد استيقظت اليوم بمزاج متعكر، وقررت أن أهجر الفلسطينيين بالكامل من قطاع غزة.
هل هذا ظلم؟ لا يهم.
هل هذا استكبار وعنجهية وتجبر؟ لا يهم.
لا شك أنكم تتساءلون عن سر ثقتي بنفسي.
انظروا إلى حالكم وستعرفون.
محيطكم مليء بالخونة، والجبناء.
هل راهنتم حقاً على ملك البندورة؟
كم هذا مضحك.
هل تعولون على حكامكم المدمنين؟
كم أنتم مساكين.
الحقيقة التي تخافون الاعتراف بها أنكم مدمَّرون تماماً من الداخل؛ شعوباً وحكومات.
لا تخافوا.. فضفضوا لي بما في داخلكم، فأنا هنا لسماعكم.
أنا صديقكم.. دونالد ترامب.
لقد اعتدتم على مناداتي بـ«المعتوه أو الأصفر»، في الحقيقة لا تغضبني فكرة الألقاب هذه، يمكنكم أن تلقبوني بكل الألقاب التي تخطر في بالكم.
سمعت أن اليمنيين يسمونني «الطلي ابن الطلي».
أوه.. اليمنيون..!
لا أدري لماذا يقلقني وجود هؤلاء العنيدين، يساورني شعور بأنهم سيهدمون كل ما بنيته.
حسناً، سأدعو الرب أن يكون مزاجهم جيداً.
ولكن.. لقد عكرت مزاجهم بالفعل.
سحقاً لي.

أترك تعليقاً

التعليقات