غريزة القتل..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
يقول آباؤنا إن الطبع غلب التطبع، وهذا معناه أنه مهما حاول المرء أن يغير طبيعته أمام الناس ويخفي وجهه الحقيقي؛ فلا بد من أن ينكشف يوماً ما.
أعرف شخصاً بلغ من البخل النهاية، يكد ويعمل ويتعب حتى يتعرق كل موضع في جسمه، ولكنه لا يجهد نفسه ليعيش حياة أفضل بما يجنيه مقابل تعبه، بل ليضع القرش فوق القرش ويخبئه إلى أجل غير معلوم.
هكذا منذ عرفته وهو يقتر على نفسه بشكل فظيع، ويحرم نفسه من كل شيء.
وفي يوم ما قبل سنوات قمت مع بعض الأصدقاء باستفزازه ومعايرته ببخله وتقتيره حتى على نفسه، فاستشاط غضباً وأنكر ذلك بكل قوة، بل ادعى أنه أكثر الناس جوداً وكرماً، فتحديناه أن يعزمنا على وجبة عشاء في مطعم ليثبت خطأنا وصحة ادعائه.
وبالفعل تهور الرجل وكان العشاء يومها على حسابه، لكنه منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا يحقد على أصحاب المطاعم، ويتمنى زوال المطاعم بكلها من الوجود فعرفنا أن الطبع يغلب التطبع فعلاً.
المهم، ما علينا من الناس.
لاحظت مؤخراً أن مملكة الشر السعودية تحاول جاهدة أن تخفي وجهها الحقيقي، وتحسن صورتها أمام الناس. حيث توجه ماكينتها الإعلامية للترويج بأنها قامت بأعمال ومبادرات إنسانية وهمية ليس لها أساس من الصحة، وتبذل جهوداً كبيرة في سبيل ذلك.
قبل أيام تعلن السعودية أنها أفرجت عن 163 أسيراً من أسرى الجيش واللجان الشعبية بمبادرة من طرف واحد ولدواع إنسانية، وتتفاخر وتتباهى وتصدع رؤوسنا بهذه المبادرة الزائفة.
والجميع يعلم أن المفرج عنهم ليسوا أسرى حرب وإنما من المغتربين الذين تنكل بهم المملكة وتصادر ممتلكاتهم دون وجه حق ثم تهجرهم، والبعض صيادون مختطفون ومهاجرون من جنسيات مختلفة، ناهيك عن أن العدد الحقيقي 126 وليس 163 كما يدعي أبواق المهفوف.
لا يمر أسبوع على هذه الأكذوبة حتى يرتكب الجيش السعودي مجزرة وحشية بحق المدنيين في منطقة الرقو الحدودية بمحافظة صعدة، صعق بالكهرباء وتعذيب حتى الموت..!
ثم تقوم بإعدام شاب يمني مهاجر بمزاعم انتمائه لأنصار الله، وهي مزاعم كاذبة اخترعوها من وحي خيالهم.
يعني يا جماعة أن الطبع غلب التطبع، فمهما حاولت السعودية التنكر سرعان ما يظهر وجهها القبيح للعالم.
القتل والإجرام وسفك الدماء غريزة في هذه الأسرة الخبيثة، وهذا معروف عنهم من أيام مجزرة تنومة التي ارتكبت بحق آلاف الحجاج اليمنيين قبل مائة عام.
صديقي البخيل ذلك لا يستطيع أن يغير من نفسه أو يدعي الكرم والجود، والحال نفسه ينطبق على مملكة الشر السعودية، لا تستطيع أن تتخلى عن إجرامها الغريزي أو تخفيه عن الأنظار.
قولوا للمهفوف أن يكف عن محاولاته الفاشلة بادعاء الإنسانية، فالطبع غلب التطبع.

أترك تعليقاً

التعليقات