عدوى النفاق..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
تحدثت من قبل عن علماء البلاط السعودي الذين كانوا يحرمون الموسيقى ويستنكرون حلاقة الذقن، ويُكَفِّرون من يلبس البنطلون والشميز، ثم صاروا حراساً على أبواب المراقص والكباريهات السعودية، بل رقاصين على خشباتها.
لو بحثت في «يوتيوب» عن محمد العريفي أو عبدالرحمن السديس أو عادل الكلباني وغيرهم من الدَّشَر المتشدقين بالدين؛ لوجدت فتاوى ما قبل «هيئة الترفيه» تتصادم تصادماً عنيفاً مع فتاوى ما بعدها، وكل واحد منهم يبرر ذلك بأنه غير رأيه.
طيب وكل الكلام والصياح والمحاضرات الدينية والدموع الكاذبة راحت فين يا أوغاد؟
بالفعل إنهم أوغاد بكل معنى الكلمة وليسوا علماء.
تخيلوا أنني رأيت فيديو لعادل الكلباني يقول فيه إن النبي الأكرم استقبل مطربات في بيته..!
النبي الذي لا ينطق عن الهوى، النبي الذي كان على خُلُقٍ عظيم.
بالعقل والمنطق، كيف للمطربات الغناء عند نبي منع الله المؤمنين من رفع أصواتهم فوق صوته؟...
كيف للمطربات أن يدخلن بيتاً منع الله المؤمنين من دخوله إلا في حالة أذِن لهم النبي ودعاهم إلى طعام؟
وقد شرط الله عليهم في سورة الأحزاب ألَّا يدخلوا البيت إلا بعد أن يكون الطعام جاهزاً حاضراً للأكل، وشدد بعدها على وجوب الخروج بسرعة بقوله «وإذا طَعِمتم فانتشروا».
ثم يأتي كلب على هيئة شيخ ويتعدى حرمة هذا البيت الطاهر متجنياً على رسول الله «ص»، وبعد هذا الافتراء العظيم على شخص الرسول؛ صرح الكلباني بأنه شخصياً لا يسمع الأغاني، ولكن من أراد فليسمع.
ويقصد بهذا أنه أحسن وأكثر إيماناً من الرسول، لأن الرسول بحسب زعمه كان يستقبل مطربات في بيته، بينما هو لا يسمع أغاني أصلاً..!
طبعاً (الكلباني) الذي له من اسمه نصيب كان يحرم الغناء بكل أشكاله، لكنه برر فتواه الأخيرة وافتراءه على النبي الأكرم بأنه غير رأيه.
هذه نبذة عن نفاق علماء السوء الذين أنجبتهم مملكة الشر، لكنني بدأت ألاحظ أن النفاق عدوى تنتشر بشكل خطير، فقد شرعت بالانتقال من علماء السعودية وإصابة علماء مصر.
مفتي الجمهورية المصرية «شوقي علاَّم» أفتى قبل أيام بجواز الاحتفال بالكريسماس، وقال إن الاحتفال به جائز شرعاً ولا حرمة فيه، لاشتماله مقاصد اجتماعية ووطنية ودينية معتد بها شرعاً.
والله يا جماعة الخير إن هذه الفتوى المبتذلة فيها نكهة سعودية واضحة، ورائحة علماء المراقص تفوح منها، أصلاً ما هي المقاصد الدينية والوطنية غير الرقص والإسفاف الذي نراه في كل كريسماس، سواء في السعودية أو الإمارات أو مصر أو غيرها.
قال «علَّام» في مقابلة تلفزيونية على قناة «صدى البلد»: تعودت كل عام أن أحضر احتفالات الإخوة المسيحيين في الكنيسة ليلة رأس السنة مجاملة لأصدقائي المسيحيين.
مادام انتهج نهج علماء البلاط السعودي، فمن المؤكد أن هذا الشيخ المصري المنافق سيتطور بمرور الأيام، وسنراه قريباً يهاجم المحتفلين بالمولد النبوي الشريف، أما عندما يصل إلى مرحلة «الكلباني» فسنراه يدعي أن الرسول كان يزور الكنائس كل أحد، ويتفقد أحوال أصدقائه من الكهنة والبابوات.
كل شيء منهم متوقع، فهؤلاء علماء يعبدون الريال عبادة، ولم يعد فيهم خجل من الله ولا من النبي.

أترك تعليقاً

التعليقات