حقيقة روسيا..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
بعض المجرمين يحاولون بكل جهد إخفاء بشاعتهم، وهؤلاء لديهم رغبات عجيبة جداً.
عجيبة لدرجة أنهم يريدون أن يرتكبوا كل أنواع الجرائم دون أن يلومهم أحد أو يتحدث عنهم بسوء، يريدون أن يسفكوا الدماء وينهبوا الممتلكات دون أن يسميهم الناس (مجرمين).
ليس هذا فحسب، بل يجالسون أبشع القتلة والسفاحين في العالم، ويشربون معهم الخمر كل فترة، ولا يريدون أن تتشوه سمعتهم.
الكثير من المجرمين يحاول أن يبدو أمام الناس إنساناً طيباً منصفاً لا يرضى بظلم أحد، ويتنكر بوجه بشوش متبسم على مدار الساعة، بينما يمارس في نفس الوقت كل أنواع الظلم والطغيان.
بالتأكيد سيعرف الناس حقيقته مهما حاول إخفاءها، لأن النزعة الدموية الإجرامية من الأشياء التي لا يمكن إخفاؤها أبداً.
إنني أحدثكم عن روسيا الاتحادية، تلك الدولة التي لم تعلن مساندتها لتحالف الشر الأمريكي السعودي في إبادة اليمنيين وتدمير بلدهم، ولم يكن اسمها ضمن القائمة الرسمية للدول المتحالفة.
تقول روسيا إنها تدعم عملية إحلال السلام في اليمن، وتؤكد أنها ليست داعمة لتحالف العدوان الذي تقوده أمريكا تتوقع من اليمنيين أن ينظروا لها كرجل شهم لا يرضى الظلم، خصوصاً مع وقوفها إلى جانب الجيش العربي السوري ضد المحتل الأمريكي وجماعاته التكفيرية.
لكننا ندرك أن مصالح روسيا الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية تكون دائماً في المقام الأول، وهذه المصالح وراء موقفها في سوريا.
العجيب في أمر الاتحاد الروسي، أنه يشارك تحالف الشر في إبادة اليمنيين، ويريد أن يبقى اسمه خارج قائمة المجرمين.
لن ننخدع كشعب يمني بتمثيل روسيا الرديء، وذلك لأننا نعلم عدة أشياء بخصوصها..
نحن نعلم أن المملكة السعودية منذ نشأتها تعتمد بشكل كبير على روسيا في التسليح وتجهيز الجيش.
نحن نعلم أن روسيا وقعت اتفاقاً مع السعودية في 2017 لبيعها عدداً من أنظمة التسليح، من بينها منظومة الدفاع الجوي (إس 400)، ونعلم أن هذا اتفاق واحد من بين اتفاقات لا تحصى.
نحن نعلم أن روسيا ستمنح السعودية خلال الأيام القادمة منظومة «أباكان» الدفاعية الجوية المتقدمة، وذلك لأن التعاون بين الدولتين لامحدود.
نحن نعلم أن روسيا نقلت تقنية صناعة الكثير من أسلحتها إلى السعودية، وهذا يشمل راجمات الصواريخ والقنابل وبنادق الكلاشنكوف.
نحن نعلم أن روسيا أول دولة غير عربية تعترف بالمملكة السعودية كدولة وتقيم معها علاقات دبلوماسية، وذلك عام 1926م.
نحن نعلم أن روسيا هي التي طبعت التريليونات المزيفة التي يراد بها تدمير العملة الوطنية وتجويع الإنسان اليمني.
ناهيكم عن هذه الحقائق كلها، جميعنا نعلم بشأن اتفاق (التعاون العسكري) الجديد الذي تم توقيعه بين روسيا والمملكة، وشاهدنا الصورة التي نشرها خالد بن سلمان لمراسيم التوقيع.
سقط قناع الحياد عن الوجه الروسي البشع، وبات جلياً أن روسيا شريك رسمي لأمريكا والسعودية في جرائم الحرب التي ترتكب بحق الشعب اليمني.
في نهاية الأمر يظل المجرم مجرماً.. ولا فرق عندنا بين الاتحاد الروسي والولايات المتحدة، لذلك يا «روسيا» لا داعي للتمثيل.

أترك تعليقاً

التعليقات