أحزان الرجال
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
سنحزن، ونشجب، وننعى، ونأسى.
سنقيم الحداد بكل تفاصيله.
نحن بشر، وهذا حقنا الطبيعي أمام تضحية كبيرة كهذه.
فطرتنا الإنسانية السليمة تفرض علينا أن نشعر بالحزن في خضم أحداث وخسارات كهذه.
لو كنا مجردين من فطرتنا الإنسانية كما هو حال كثير من الشعوب اليوم، لما قمنا لنصرة غزة أصلاً.
كنا سنشاهدهم يموتون جوعاً وقصفاً وكأن شيئاً لم يكن.
كنا سنتجاهلهم كما تجاهلتهم بقية الشعوب.
كنا سنعيش كسائر الحيوانات والقطعان.
نعم، نحن حزينون، ولن نخفي ذلك أو نخجل منه.
لكنه حزن الرجال.. حزن في مقام عزة وشرف، لا في مقام ذل وخنوع...
حزننا ليس حجراً يثقل خطواتنا، بل هو وقود يشعل إرادتنا.
وعلى «إسرائيل» أن تدرك ذلك جيداً.
الحرب ستستمر، وستحل على المغتصبين أيام وليال سوداء.
اليمن حزين، ولكن أنا شخصياً أنصحكم ألا تفرحوا.
بل عليكم أن تقلقوا، وتضطربوا، وتفكروا بطرق للنجاة في الأيام القادمة.
وإن لم تفعلوا، فأنتم لا تعرفون اليمن جيداً.
لا بأس، سنحرص على تعليمكم خطوة خطوة، كما علمنا غيركم من جيوش وممالك.
مطار «بن غوريون»، وميناء «إيلات»..!
لا أدري إن كانت قواتنا المسلحة ستكتفي بأهداف كهذه.
تظل المشكلة مشكلتكم، جهزوا مزيداً من الملاجئ.
احفروا إلى الأسفل، اجعلوها أكثر عمقاً، وحاولوا أن تحافظوا على أرواحكم الرخيصة.
المهم أن تكون الملاجئ واسعة، لكيلا تموتوا اختناقاً وأنتم تتدافعون أثناء الهروب إليها.
هناك طرق أخرى للموت أكثر متعة، انتظروا فقط.

أترك تعليقاً

التعليقات