انبسطوا
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
أنا إنسان إيجابي ومتفائل. دائماً أحاول أن أنظر إلى الأمور من الناحية الإيجابية.
حتى لو كان الأمر سيئاً لدرجة أنه لا يوجد فيه ذرة من الإيجابية، أخترع له جانباً إيجابياً من رأسي وأقنع نفسي به.
مثلاً حين أفلس ولا أجد في جيبي قرشاً، أبدأ بإقناع نفسي بوجود شيء إيجابي في الأمر. أفكر وأقول: هكذا أفضل؛ لأنني لو كنت أملك قرشين فلن أذهب إلى العمل طوال الأسبوع، وبالتأكيد سأحصل على إنذار ثم سيقومون بفصلي ثم سأصبح إنساناً عاطلاً عن العمل؛ معقولة أنا أكون إنسان بلا شغل ولا مشغلة؟! أعوذ بالله! خلاص، خليني مفلس هكذا أحسن لي، بصراحة أنا محتاج أحافظ على عملي...!
وهكذا أقنع نفسي بأن الإفلاس أمر إيجابي للغاية.
صدقوني إنها طريقة مقنعة أكثر من ترديد العبارة المستهلكة: الفلوس وسخ دنيا. والله ما وسخ إلا الفقر والحاجة يا مخادعين.
المهم، نرجع لموضوعنا. طبعاً أنا عارف أنكم محبطون من الحياة في هذه البلاد المنيلة بستين نيلة.
لا يستطيع أحد أن يلومكم، فالوضع الكارثي للبلد واضح جداً، بل ويزداد سوءاً كل عام.
أرجوكم، لا تستسلموا للإحباط واليأس. حاولوا أن تنظروا إلى الأمر من الناحية الإيجابية.
مثلاً هناك مناظر لا يمكن أن تراها إلا في اليمن، وهذا يعتبر أمراً إيجابياً.
1 - طفل عمره 8 سنوات يقود سيارة صالون في الشوارع الرئيسية، يراه المرور ويلقي عليه التحية.
2 - إنسان مخالف يقود في الاتجاه المعاكس، وإذا قلت له شيئاً يشتمك وينزل يتهجم عليك.
3 - عريس يقطع الشارع الرئيسي، الذي هو من حق الشعب، من أجل أن يحتفل.
شوفوا على مناظر جميلة في بلادنا، وأتحداكم تشوفوها في أي بلاد ثانية.
قلت لكم في حاجة إيجابية بالموضوع.
انبسطوا يا جماعة وتأقلموا مع الوضع، أحسن من الإحباط والعيش في اكتئاب.

أترك تعليقاً

التعليقات