إنسانية مقطعة..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
- نعدمه طال عمرك؟
- انتظروا، مو وقته الحين.
اليوم التالي:
- هاه.. وش قلت طال عمرك؟
- قلت لكم انتظروا.
بعد عدة أشهر:
- نعدم السجين طال عمرك؟
- قلت انتظروا يا حيوانات.
واستمر الانتظار لفترة، حتى بدأت الحرب بين إيران و»إسرائيل»، حينها نهض طال عمره وأصدر الأمر:
- اعدموه الحين بسرعة.
- حاضر طال عمرك.
وتم إعدام الصحفي السعودي تركي الجاسر، بسبب انتقاده السلطات السعودية بتغريدات على تويتر..!
بصراحة اختيارهم للتوقيت كان عبقرياً، فالرجل معتقل في سجونهم منذ العام 2018، ولكنهم لم يعدموه إلا مع بدء الحرب الإيرانية -«الإسرائيلية»...
انتظروا حدثاً كبيراً يشغل العالم ويبعد الأنظار عنهم، ليمارسوا إجرامهم بكل راحة وهدوء، خصوصاً بعد فضيحة قتل خاشقجي التي وصل صداها إلى المريخ.
بغض النظر عن كل شيء.. أخوكم حالياً منشغل بأمر آخر.
منذ أسبوع وأنا أبحث عن مدعي الإنسانية الذين كنت أراهم باستمرار، أريد أن أرى ردة فعلهم تجاه قيام النظام السعودي بإعدام صحفي مدني.
ولكن للأسف يبدو أنهم غير موجودين، لا حس ولا خبر.
الأمر لا يهمهم أصلاً، طالما أن «الحوثيين» ليسوا من اعتقل الرجل وأعدمه فالأمر طبيعي، ولا يدخل في قائمة اهتماماتهم.
لن يتحدث أحد عن الأمر، لا منظمات حقوقية وإنسانية ولا ناشطون ولا أحد.
صمت تام.
وفي المقابل، لو حدث هذا في صنعاء لقامت الدنيا ولم تقعد، وكلنا نعرف هذا حق المعرفة.
عجيب والله.
منذ طفولتي وأنا أسمعهم يقولون: الإنسانية لا تتجزأ.
ثم كبرت وأنا أرى الإنسانية تتجزأ وتُقَطَّع أوصالاً وتُطبخ وتُشوى وتؤكل، وعلى أيديهم هم.
أولئك الذين لا يعترفون بالإنسانية إلا إذا كانت ستدر عليهم أموالاً أو ستخدم أجندتهم.
سحقاً لكم، وسحقاً لإنسانيتكم هذه.

أترك تعليقاً

التعليقات