رسالة للبهائم..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
في المسرحية التاريخية كان العاشقان «روميو وجولييت» يخفيان علاقتهما عن الجميع، وذلك بسبب العداء الكبير بين العائلتين، وفي بادئ الأمر لم يعلم أحد بمشاعرهما سوى القس الذي عقد زواجهما سراً.
ومع احتدام الصراع وتقلبات الأحداث اضطر «روميو وجولييت» للإفصاح عن علاقتهما المستحيلة، فقررا التخلص من خوفهما وإعلان مشاعرهما على الملأ، فانصدم كبار العائلتين حين سمعوا بالخبر وظنوه كذباً، لكنهم في الأخير صدَّقوا وأقروا بالحقيقة المُرَّة، ثم تنتهي القصة بانتحار العاشقَين وتصالح عائلتيهما إثر ذلك.
المهم.. المغزى من الحكاية كلها أنه لا جدوى من تكذيب الحقائق التي لا تعجبنا، فحين أعلن «روميو وجولييت» مشاعرهما صدَّق الناس على الفور ولم يقولوا هذا كذب.
أما اليوم أصبحنا نرى «العدو الإسرائيلي والإمارات» يفصحان عن علاقتهما بكل جرأة وشجاعة، وبعض الناس لا يريد تصديق الحقيقة عناداً وتغابياً...
قبل أيام وصلت وزيرة داخلية الكيان «إيليت شاكيد» إلى أبوظبي، وتم استقبالها بحفاوة وفرحة منقطعة النظير، وأنا لا أستطيع أن أصف لكم المشهد، لم يكن ينقص سوى أن يخرج الإماراتيون إلى المطار لينشدوا لتلك المرأة الصهيونية "طلع البدر علينا"..!
وأثناء تجولها في أبوظبي زارت «إيليت شاكيد» مسجد الشيخ زايد، وهذه -والله أكبر- جريمة يرتكبها عيال زايد بحق حُرَم الله تعالى، وللأسف الشديد ليست المرة الأولى التي يسمحون فيها للصهاينة بتدنيس المساجد الطاهرة، وذلك لأن المسلمين العباقرة مشغولون بكشف المؤامرة الإيرانية الحلزونية.
كما قامت الوزيرة الصهيونية بزيارة نصب تذكاري للجنود الإماراتيين الذين لقوا مصارعهم في اليمن، ووضعت لهم إكليلاً من الزهور، يعني باختصار "الكيان الصهيوني يكرم قتلى الإمارات في اليمن".
هذا الخبر لوحده يكفي لتوضيح حقيقة الأحداث كاملة منذ دوت صرخة الشهيد القائد (عليه السلام) عام 2002 وحتى اليوم، ولا يحتاج المرء لأي تفسيرات أو تحليلات أخرى ليحدد موقفه ويختار صفه بوضوح.
وهو دليل قاطع على أن المحافظات الجنوبية تعاني من احتلال "إسرائيلي" لا إماراتي، وبرهان على أن أحرار اليمن يواجهون الكيان الصهيوني بمواجهة العدوان السعودي الإماراتي، لكن النفاق المزمن يحول الشخص إلى (بهيمة) برضاه وقناعته.
تقول له إن اليهود الذين حذرنا الله منهم ومن شرهم يكرمون قتلى الإمارات في اليمن.. فيرد عليك بأن هذه شائعات، رغم أن الخبر منشور بالصور في وكالات ومواقع عالمية موثوقة، لكن البهيمة بهيمة.
أقول للبهائم إنه لا جدوى من تكذيب الحقائق التي لا تعجبنا، وسواء صدقتم أو لم تصدقوا، فإن «الكيان الصهيوني والإمارات» يعيشان علاقة غرامية، وقد تم تمتين عقد زواجهما أخيراً بإلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين.

أترك تعليقاً

التعليقات