شنب بدون فائدة..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
هذا شيء لا يصدق..!
أنا بشنبي الذي يسحب قاطرة.. وبخبرتي الكبيرة في المفاصلة والمساومة؛ أنخدع وأشتري هذه الدجاجة الصغيرة بـ1800 ريال؟!
إنها تشبه الحمامة من صغر حجمها، أدركت هذا من النظرة الأولى، لكن صاحب الدجاج كان يقسم الأيمان المغلظة بأنه سيبيعني إياها برأسمالها فقط، ولن يربح من وراء ظهري إلا خمسين ريالاً تقريباً، فاستسلمت وأعطيته 1800 ريال بكل بلاهة.
طوال طريق عودتي إلى البيت وأنا أفكر متعجباً، أحاول تفسير ارتفاع أسعار الدجاج بهذا الشكل المخيف..!...
وحين دخلت البيت ناولت أمي الدجاجة وأنا أشعر بالإحراج، فهذا إثبات ودليل قاطع بأنني ساذج لا يُعتمد عليه في شراء شيء.
لكن أمي (حفظها الله) لم توبخني، فقد كانت تعلم السر خلف ارتفاع الأسعار فجأة.
إنه اقتراب شهر رمضان، هذا هو السبب الذي جعل الكتكوت الصغير يُباع بسعر دجاجة متوسطة الحجم، أما أنا فلست ساذجاً ولا أبله.
فعلاً يا ناس، لا أدري لماذا يُصاب معظم التجار بالجنون مع اقتراب رمضان كل عام..!
يرفعون أسعار كل شيء وخصوصاً المواد الغذائية، كالدجاج والحبوب والبقوليات والألبان ومختلف الأصناف.
هذه من العادات الرمضانية التي لا تفارق تجار الجشع والطمع، إذ ينظرون إلى الشهر الفضيل كفرصة لجني الأموال وسلخ ظهور المستضعفين من هذا الشعب.
لا يوجد في قاموسهم ما يسمى شهر الإحسان والتراحم والتعاون، فهو عندهم شهر الانتهازية والأنانية والاستغلال.
لا يحسون بمعاناة الناس، لا بجوعهم ولا عطشهم ولا أوجاعهم، كل ما يهمهم هي الفلوووس، سواءً كانت حراماً أو حلالاً فهذا لا يعنيهم.
التسلط والابتزاز هو ديدن التجار منذ عقود من الزمن وليس من الآن، بل من أيام الرخاء التي يتحدث عنها بعض الناس ويتحسرون عليها، وكأننا لم نكن موجودين.
لقد بح صوت سيد الثورة (يحفظه الله) وهو ينادي ويحث على التراحم والتكافل كل عام، وأولئك التجار والمسؤولون يسمعونها من أذن ويخرجونها من الأخرى، دون أن يتأثروا أو تهتز شعرة فيهم.
وأنا كمواطن يمني أقول: اللعنة على كل تاجر أو مسؤول لا يوجد في قلبه ذرة من رحمة أو شفقة، في ظل هذه الظروف التي يعيشها الشعب اليمني.

أترك تعليقاً

التعليقات