إبادة مدروسة..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
بعد كتابتي لهذا المقال صُدمت بخبر اعتقال الأخ والزميل العزيز خالد العراسي من منزله بالعاصمة صنعاء فجراً، وبطريقة مستفزة لا تعبر عن دولة ونظام عادل، وكان ذنبه الوحيد أنه تحدث نيابة عن 30 مليون يمني يتم إغراقهم بالمبيدات المسرطنة والمحظورة والمنتهية.
بعد إخماد فتنة ديسمبر كان بعض العفافيش يقولون: عفاش حي، والله ما مات.. وأنا أضحك عليهم ساخراً.
اليوم اكتشفت أنه مايزال حياً فعلاً بكل السلوكيات التي خلفها وراءه.. وعلى ما قال المثل: “من خلف ما مات”.
المهم.. سأطرح لكم الموضوع الذي كنت كتبته قبل سماعي خبر الاعتقال، وذلك تجنباً للباصات المعكسة والمدرعات...
بعض الحارات أصبح عدد الكلاب فيها أكثر من الناس، والمشكلة أن هذه الكلاب تتكاثر بسرعة خارقة، حتى أصبحت حاراتنا مستعمرة من قبل هذه الحيوانات المؤذية.
بصراحة اللوم مش على الكلاب.. اللوم على نسوان هذه الأيام اللاتي لا يرغبن بالحمل والولادة، فأصبحت المرأة لا تحمل إلا كل عشر سنوات، ونسمي هذا “تنظيماً للأسرة”.. أما إناث الكلاب فحدث ولا حرج، الخصوبة عالية وكل يوم مواليد جدد، وأنتم يا بشر خلوا التنظيم ينفعكم.. بقي القليل ونتنافس مع الكلاب في التعداد السكاني.
طبعاً، أنا لا أكره الكلب كـ”حيوان”، ولكننا نعرف أن الكلاب الضالة مؤذية، خصوصاً إذا تكاثرت وأصبحت تمشي على شكل عصابات، فضلاً عن كون بعضها مسعورة.
وكم سمعنا من الأخبار عن أطفال وقعوا ضحية للكلاب الضالة.
قبل يومين نجت ابنة صديقي نبيل السلفي من الكلاب في اللحظات الأخيرة.
الطفلة المسكينة خرجت صباحاً من البيت لتشتري غرضاً من الدكان، فوجدت نفسها مطاردة من قبل عصابة من الكلاب الجائعة، ولولا تدخل بعض المارة الذين رأوها لكانت تعرضت للأذى لا سمح الله.
تخيلوا كمية الخوف الذي ستشعر به طفلة وحيدة عاجزة حين يطاردها سرب من الكلاب.. وماذا إذا حدث لها شيء؟ إلى من سنقدم شكوى بحق الكلاب المعتدية؟
طبعاً أمانة العاصمة والبلدية خارج نطاق التغطية، والكلاب تتفوق علينا في العدد.
الحل الوحيد أن نتفاوض ونعقد صلحاً مع الكلاب، أو نطالبها بتعيين “عاقل” لها في كل حارة، وإذا بدر من أحدها سوء نقدم شكوانا للعاقل.. “عاقل الكلاب” طبعاً.
نصيحتي للإخوة الراقدين في أمانة العاصمة أن يستيقظوا ويقوموا بواجبهم في مكافحة الكلاب الضالة، قبل أن تثور الكلاب وتستولي على حكم أمانة العاصمة.
بعيداً عن السخرية.. هل تعلمون ما هي المصيبة الحقيقية؟
المصيبة أننا طالبنا الحكومة بتسميم الكلاب الضالة ووضع حل لها، فقامت الحكومة بإدخال مبيدات محظورة ومنتهية لتسميمنا وإبادتنا نحن.
هذه المبيدات قاتلة ومدمرة للبشر والشجر والحجر، ومدمرة للمياه الجوفية والبيئة.
إن هذه الخطوة الإجرامية لا تشبه كل ما مضى من فساد، فهي بمثابة قتل مباشر لشعب بأكمله.
وكأن ما نعانيه من عدوان وحصار وفقر وجوع وحرمان من أبسط الحقوق لا يكفي، ليتم إغراقنا بالمبيدات القاتلة.
هذه المبيدات المسرطنة لا تدخل إلى دول متطورة ومتقدمة طبياً، فما بالكم بإدخالها إلى اليمن..!
قطاع الصحة عندنا كارثي، والطب ميئوس منه، ونحن شعب فقير ومحاصر.
هذا ما يزيد الجريمة بشاعة وقبحاً، ويجعلها أشبه بعملية إبادة مدروسة بعناية.. وكأن بعض المسؤولين حالفين يمين أن يقضوا علينا قبل ذهابهم.
يا جماعة الوضع المزري: أمانة عليكم لو حالفين يمين كلمونا.. خلونا نتفاوض ونعقد صلح، أو على الأقل نخرج بحل وسط.
#الحرية_لخالد

أترك تعليقاً

التعليقات