سولبادين..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
بينما كان الطيران الحربي الأمريكي يلقي قنابله على العاصمة مساء أمس الأول، دخلت في نقاش طويل مع «أمي» أطال الله في عمرها.
كان موضوع النقاش: هل أفتح نوافذ غرفتي أم أتركها مغلقة.
أنا كنت أرى أن أفتح النوافذ من باب الاحتياط، لكيلا تنكسر بسبب الضغط في حال ضرب الطيران بالقرب منا.
أما أمي فقالت أن أدعها مغلقة وحسب، وذلك لأن البرد أسوأ بكثير من الغارات الأمريكية، لاسيما أنني كنت أمر بوعكة صحية أصابتني بسبب البرد.
هكذا هي أمي، تحمل همي دائماً، وتفعل كل ما يمكن فعله لكي تحميني من البرد.
لا يهدأ لها بال إلا إذا تأكدت من كوني دافئاً ومحصناً بالمعاطف والبطانيات...
وأنه ليس هناك ثغرة يتسلل البرد من خلالها.
على العموم.. أليس هذا مجحفاً بحق الأمريكي؟
هو يخسر ملايين الدولارات ويحرك طائراته الحربية ويقيم الدنيا لكي يخيفنا، وفي الأخير يكتشف أننا نخاف البرد أكثر منه..!
بصراحة البرد شيء مخيف والله، وربما أصبح في هذا العام أكثر قسوة من الأعوام السابقة.
لقد دمرني تماماً، أصبحت لا أريد أن أعمل، لا أريد أن أخرج، لا أريد أن أستيقظ.
لا أريد أن أفعل شيئاً سوى أن أستلقي وأتغطى بأربع أو خمس بطانيات.
الإنفلونزا والقشعريرة والارتجاف والصداع لا تغادر جسدي.
صرت أتغذى على السولبادين والإيمفيناك والمهدئات الأخرى، مثل المدمنين..!
صدقوني كان كل هذا سيهون، لو كان القات متوفراً، لكن المصيبة الأعظم أنه لا يوجد حتى «قات»، فقد قضى عليه الصقيع في معظم المناطق.
أصبح القليل منه بالدولار، وكما يقولون في مصر: من وين يا حسرة؟
لهذا السبب أكره الشتاء، لأننا لا نعرف العافية والراحة والقات الرخيص إلا حين يرحل.
المهم.. نرجع لموضوعنا، ما هو رأيكم أنتم.. هل أفتح النوافذ عندما يضرب الطيران أم أتركها مغلقة؟

أترك تعليقاً

التعليقات