حنفية!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
طوال عقود من الزمن كان المنصب الحكومي يعني «الفلوووس».
إذا تم تعيين أي شخص وزيراً أو مسؤولاً في أي دائرة حكومية، ينظر الناس إليه وكأنه دخل الجنة.
ما شاء الله شفت «فلان» عينوه وزير، خلاص الرجال أمَّن مستقبله ومستقبل أحفاده.
وبعدها تطلع العمائر والقصور الفارهة، وتظهر الاستثمارات الكبيرة، وهكذا.
كانت هذه الثقافة العجيبة هي السائدة، أي موقع مسؤولية يتم استخدامه لجمع الثروات وليس لخدمة الشعب..!
هذا استخدام مغلوط يا جماعة، أنتم فاهمين الأمور غلط...
عموماً لي مقال سابق عن هذا الموضوع بعنوان «أحمر عين».. حقيقة لم تضرنا إلا هذه الثقافة، ولم يلعبوا بالبلاد والعباد إلا «حمران العيون».
لذلك لا نستطيع أن ننكر الخطوة الجيدة التي خطاها الأخ وزير المالية في حكومة «التغيير والبناء»، من خلال إصدار توجيهات لمصلحتي الجمارك والضرائب بإيقاف صرف أي مكافآت أو حوافز للوزير.
هذه الخطوة الجميلة تعتبر أولى من نوعها في طريق محاربة ثقافة حمران العيون وجمع الثروات.
طوال العقود السابقة لم نشاهد وزيراً واحداً يقدم على خطوة كهذه، ويغلق حنفية تدر عليه ملايين، بل على العكس تماماً، كان أول شيء يفعله المسؤول بعد تعيينه هو البحث عن حنفيات جديدة تدر عليه الأموال.
أصلاً ضروري يضمن مستقبله ومستقبل أحفاده، حتى من أموال الشعب عادي، وإلا سيقولون عنه «أهبل».
والله إنها ثقافة كارثية يا جماعة، كيف يصبح المسؤول المخلص «أهبل» والسارق «أحمر عين».
عجيب أمرنا..!
المهم.. نحن متفائلون بهذه الخطوة من قبل الأخ وزير المالية، ونشد على يديه لإغلاق بقية الحنفيات.
كما ندعو كل الوزراء والمسؤولين في حكومة «التغيير والبناء» لخطوات كهذه، وإغلاق أي حنفية تريحهم وتثقل كاهل الشعب.

أترك تعليقاً

التعليقات