الدرس السادس..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / #لا_ميديا -

أعلم أن محرك البحث «جوجل» أمريكي الجنسية ومن أبناء ولاية كاليفورنيا، ولا أشك مطلقاً في خبثه ومكره ونذالته التي ما بعدها نذالة، فوظيفته الأساسية جاسوس وليس محرك بحث، ولذلك فهو يعمل على رصد كل معلومة تتعلق بنا وتخزينها في سيرڤرات عيال الكلب، لكنني في المقابل لطالما آمنت بعبقرية وذكاء هذا الجاسوس الخبيث، ولم أدخل إلى اختبار مدرسي أو جامعي إلا وتمنيت عقلاً مثل عقله، في اختبار مادة العلوم تمنيت أن يكتب الجدول الدوري بدلاً عني، وفي الرياضيات انتظرته طويلاً ليأتي وينقذني من مبرهنة «فيثاغورس» اللعينة، لكنه كان دائماً لعيناً مثلها ولم يأتِ أبداً، ومنذ ذلك الوقت تعلمت ألا أنتظر خيراً من أمريكي.
قبل يومين تدافع معظم سكان الأرض وأجهزوا على عبقرية «جوجل»، يعني كما نقول بلهجتنا البسيطة «ربشوه»، فقد دخل الملايين في نفس اللحظة للبحث بذعر شديد عن حقيقة نبوءة إبراهيم بن سالوقيه صاحب كتاب «أخبار الزمان»، والذي تنبأ فيه قبل أكثر من ألف سنة بتفشي فيروس «كورونا» وحدوث زلزال يقضي على ثلث سكان العالم عام 2020... الخ.
يورد النص الذي يُقال إنه مأخوذ من الكتاب المزعوم: «حتى إذا تساوى الرقمان (20=20) وتفشى مرض الزمان، منع الحجيج، واختفى الضجيج، واجتاح الجراد، وتعب العباد ومات ملك الروم من مرضه الزؤوم، وخاف الأخ من أخيه، وصرتم كما اليهود، وكسدت الأسواق، وارتفعت الأثمان فارتقبوا شهر مارس، زلزال يهد الأساس، ويموت ثلث الناس، ويشيب الطفل منه الراس».
المتأمل للنص يجد أنه لطفل من هذا العصر يريد أن يتعلم السجع والجناس، وليس لعالم عاش في تلك الحقبة الزمنية العظيمة، الموضوع كله أكذوبة حقيرة تم نشرها لترويع الناس وتخويفهم وإدخالهم في حالة فوضى، وهذا الكلام ليس من عندي، فبعد البحث الدقيق توصلت عدة وكالات إعلامية إلى أنه لا وجود في التاريخ أصلاً لشخص يسمى «إبراهيم بن سالوقيه».
أما الكتاب فيوجد بالفعل كتاب يحمل اسم «أخبار الزمان»، وهو للمؤرخ والرحالة أبو الحسن المسعودي، وليس لتلك الشخصية السالوقية الوهمية، والكتاب الأصلي يتحدث عن أوصاف بعض البلاد مثل الصين والإفرنج والأندلس ومملكة الروم وخراسان وغيرها، ولا يتحدث عن نبوءات نهاية العالم.
إذا أردتم المعلومات كاملة عن الأكذوبة فسوف تجدونها في بعض المواقع، أما أنا فدعوني أعبر عن شعوري تجاه أولئك المهلوسين المنتمين لفصيلة «عيال الكلب»، الذين ابتدعوا هذه الخرافات وقاموا بنشرها.
كل المعطيات تشير إلى أن مخترع هذه الأكذوبة ومخترع كورونا شخص واحد، وهو العدو الأمريكي، وفي الحقيقة لا أعتقد أن هدفه من ذلك يقتصر على تخويف الناس، بل وضع أبعاداً أخرى أكثر خبثاً مما نظن.
فهو يسعى من خلال الشخصيات الوهمية إلى إبعادنا عن أعلام الهدى الذين يجب أن نوجه اهتمامنا كله نحوهم، وبالتالي جعلنا ننسى أنه المصدر الأول للفيروس المصنوع في مختبراته، نحن اليمنيين بالذات أراد لفت انتباهنا عن نبوءة الشهيد القائد عليه السلام.
قبل أيام كان الجميع في مواقع التواصل الاجتماعي يتحدثون عن تحذيرات السيد حسين من الحرب البيولوجية التي ستشنها أمريكا على أعدائها، ثم ذهبوا فجأة لنشر المنشورات عن خرافة «سالوقيه» وكوارث نهاية الزمان، أي أن الخرافة لم تظهر إلا بعد حديثنا عن النبوءة الحقيقية لحسين العصر.
والباحث الجيد يلاحظ أن السيد حسين عليه السلام قدم تحذيرات وتنبيهات حقيقية من الفيروسات الأمريكية، ودعمها بأساليب وطرق مواجهة هذه الفيروسات، مستنداً في كل حرف مما يقوله إلى القرآن الكريم، مما يعني أن نبوءات أعلام الهدى نابعة من ثقافة قرآنية وقراءة عميقة لواقع الأمة الحالي، ولذلك فإنها تعتبر سلاحاً نحمي به أنفسنا من خطر الأعداء وإجرامهم، ولا تأتي فارغة كتلك الأكاذيب والهلوسات الترامبية.
ضلال أمريكا لم يجعلنا ننسى هدى الله، بل صمودنا وثباتنا هو الذي جعل ترامب ينسى أننا شعب الحكمة والإيمان، ويذهب بكل بلاهة لتأليف كتاب زائف، لم يصمد للحظة أمام ملزمة الدرس السادس من دروس رمضان.

أترك تعليقاً

التعليقات