انتحار كلــب..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
كنت أستخف بموضوع الذكاء الاصطناعي، ولم أكن آخذ هذه الفكرة على محمل الجد.
ثم قررت أن أجرب وأكتشف بنفسي، ونزلت تطبيقاً للذكاء الاصطناعي.
وفي لحظة فراغ، تذكرت مقالي الذي تحدثت فيه -ساخراً- عن فكرة استيراد مسؤولين روبوتات كحل أخير، بما أن المسؤولين البشر أصبحوا ميئوساً منهم.
سألت الذكاء الاصطناعي عن رأيه في الموضوع، فرد بهذا الجواب:
“أنا أفهم مشاعرك حول هذه المشكلة المعقدة، ولكن بدلاً من استيراد مسؤولين ...
روبوتات، أعتقد أنه من الأفضل النظر في إصلاحات هيكلية وتشريعية لمعالجة جذور المشكلة ربما يكون من الممكن تفعيل آليات الرقابة والمساءلة بشكل أكثر فاعلية، وإيجاد أساليب لمكافحة الرشوة والمحسوبية، كما أن تعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة المال العام قد يكون له دور مهم.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي الاهتمام بتحسين الخدمات العامة والبنية التحتية لتخفيف معاناة المواطنين العاديين. إن حل هذه المشكلات ليس سهلاً، ولكن مع الإرادة السياسية والجهود المنسقة أعتقد أنه يمكن إحداث تغييرات إيجابية”.
هكذا كان الجواب.
شوف أيها الذكاء الاصطناعي.. كلامك صحيح ومنطقي 100٪ ولكنك لا تعلم كيف الوضع عندنا..!
لو كنت تعيش عندنا لتركت هذه الفلسفة كلها وقلت: أيوه أنا معك، الحل الوحيد تستوردوا روبوتات من الصين.
أصلاً تفعيل آليات الرقابة بشكل حقيقي، والمساءلة في إدارة المال العام ومحاربة المحسوبية.. الخ، هذه الأشياء بالنسبة لنا أحلام.
الناس شبعانين حياة، عندنا حتى الكلاب سيطر عليها اليأس، وأصبحت تحاول الانتحار لتنهي معاناتها.
والله أكثر من مرة أكون ماشياً بسيارتي في أمان الله، وفجأة يقفز إلى أمامي كلب طفشان، يعني محاولة انتحار صريحة.
المهم.. أنا أمزح يا شعبنا العظيم، وفي الواقع مايزال في قلبي أمل لا ينطفئ، أما كلامي السابق فهو كله في سياق السخرية.
صحيح أن الوضع حالياً مزر، ولكن هناك ثوابت يجب ألا ننساها.
أولاً: أنا شخصياً مستحيل أن أشعر باليأس مادام سيد الثورة بيننا، وأنا على يقين بأن الوضع سيتحسن بإذن الله، وقريباً سيتم استكمال تنفيذ المرحلة الأولى من التغيير الجذري.
ثانياً: شعب اليمن هو الشعب الذي يحبه سيد البشرية وخاتم الأنبياء، وقد قال فيه: «إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن».
لن يترك الله هذا الشعب الصادق، هذا الشعب الذي لم تردعه المعاناة والحصار عن مساندة غزة، والدفاع عن مظلومية إخوتنا الفلسطينيين.
عند الله خير كثير، والفرج قريب بإذن الله، ولا يمكن لأي إرادة في هذا العالم أن تقف أمام إرادة الله.

أترك تعليقاً

التعليقات