لصقة ظهر!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
هناك شيئان فقط يجعلانني أدرك تقدمي في العمر.
1 - ألم ظهري الذي يأتي بدون سبب.
2 - هؤلاء الأطفال الذين يكبرون بسرعة خارقة.
في كثير من الأحيان يؤلمني ظهري فجأة، أجد نفسي غير قادر على الوقوف أو التحرك، ولا يوجد سبب واضح لذلك.
أقول لمن حولي إن هذا أمر طبيعي يأتي مع التقدم في العمر، فيضحكون عليَّ.
خصوصاً إخوتي الأكبر مني، يقولون إنني ما زلت شاباً، وينصحونني بمراجعة طبيب عظام.
لا داعي للطبيب والفحوصات والمستشفيات.. الأمر واضح يا جماعة الخير، من الأفضل أن أتقبل هذه الحقيقة، وأعمل «لصقة ظهر» وخلاص.
أحياناً يكون ظهري بخير، لا يوجد ألم، لا يوجد وجع.. الأمور زي الفل..
 والحمد لله على الصحة والعافية.. فجأة أشاهد أمراً غريباً.
أرى رجلاً أطول مني بنصف متر.. ولديه لحية كثيفة ووجه عريض، يبدو عليه وقار مبالغ فيه، يمشي وكأنه مولود في أيام الحرب العالمية الثانية.
المشكلة أن هذا الرجل الذي أراه كان طفلاً إلى قبل عام.. أنا أعرفه جيداً وأعرف طفولته.
كنت أداعبه وهو صغير.. وأشتري له الحلوى والآيسكريم.
قبل عام كان طفلاً بحجم يدي، ما الذي حدث؟
كيف أصبح رجلاً أكبر مني؟
كيف يكبر هذا الجيل بهذه السرعة الخارقة؟
أحياناً أشك أن هناك مؤامرة كونية تُدار من مكان ما، هدفها الوحيد إقناعنا أننا كبرنا في السن دون استئذان.
الأطفال اليوم لا يكبرون.. هم يقفزون قفزاً.
الأمر مخيف بصراحة.
ليس لأنهم كبروا، بل لأننا ما زلنا في المكان نفسه.
نفس الروتين، نفس النكات، نفس الذكريات، ونفس الشعور أننا «ما زلنا شباب».
نحن كنا نكبر ببطء، على مهَل، خطوة خطوة.
أما الآن، فالأطفال يختفون فجأة، ثم يعودون إلينا كرجال مكتملين، أطول، أعرض، وأقوى، وأحياناً أكثر حكمة منا.
حين أراهم فقط أفهم أن ألم الظهر قد يذهب ويعود.
لكن رؤية الأطفال وهم يكبرون بهذه السرعة هي العلامة الأوضح أن العمر.. يتقدم فعلاً.

أترك تعليقاً

التعليقات