التحرير يا عم..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
يحدث الآن مباشر: معركة حامية الوطيس بين صاحب الباص ومندوب الفرزة.
الاشتباكات حالياً ماتزال بالسبوب والشتم واللعن، وربما بعد لحظات ننتقل إلى مرحلة الاشتباك بالأيدي.
محدثكم مراسلكم من الفرزة إبراهيم يحيى، سأكون معكم هنا خلال الساعات القادمة لموافاتكم بالتطورات من قلب الحدث بإذن الله.
لا تصدقوش يا جماعة، حبيت أمزح معاكم بس، طبعاً أنا مش فارغ لدرجة أننا أشتغل لكم مراسل من فرزة الباصات.
أما بالنسبة للمشكلة التي بين مندوب الفرزة وصاحب الباص فهي حصلت فعلاً.. يعني مش مزحة...
بيني وبينكم أنا أشوف أن الغلطان صاحب الباص، لأنه كان يشتي يمشي بدون ما يدفع الـ100 ريال لمندوب الفرزة.
تخيلوا هذا المسكين يجلس يصيح طول اليوم لما يشحب صوته، وهو يبحث عن ركاب لأصحاب الباصات.
التحرير، التحرير، هيا التحرير، يا عم التحرير.
مش حافظ كلمة ثانية، تقول له كيف حالك يقول لك: التحرير يا عم.
طبعاً تختلف الكلمة عند كل مندوب على حسب مكان الفرزة، في أنواع كثير مثل (باب اليمن، الجامعة، الحصبة، شعوب.. إلخ).
وإذا المندوب انتقل للعمل من فرزة إلى فرزة ثانية، يعملوا له إعادة ضبط المصنع عشان يحفظ الكلمة الجديدة.
خلونا نرجع لموضوعنا.. تخيلوا المندوب جالس يصيح ويلاحق الركاب أكثر من ربع ساعة، كان يمسكهم ويطلعهم فوق الباص بالصميل.
ولما قد الباص مليان ركاب، قام السواق يشتي يمشي بدون ما يحاسب الـ100 ريال.
وصاحب الفرزة حلف يمين ما يمشي إلا وقد حاسب، وكلمة تأخذ كلمة حتى بدأت المعركة.
القصة هذه فيها عبرة عظيمة جداً، خصوصاً لأمراء الخليج البلهاء السذج.. الذين حلبهم ترامب تريليونات الدولارات وهو جالس رجل على رجل.
بجولة صغيرة إلى الخليج، عاد الأصفر المعتوه إلى بلده بحصيلة 3 أو 4 تريليون دولار.
مالكم فالتين كذه؟
يقول لكم هاتوا وأنتم تعطوه على طول..!
شوفوا صاحب الباص ومندوب الفرزة كيف عملوا معركة حامية على 100 ريال.
صحيح المبلغ ما يستاهل، لكن المغزى من الموضوع هو «عدم التنازل».
هذا المبدأ مهم، ألا يتنازل الإنسان عن حقه مهما كان صغيراً أو كبيراً.
هيا تعالوا تعلموا شوية من الرجولة، بدل ما تضيعوا ثروات شعوبكم برخاوتكم وسفاهتكم.
أنتم بس ارقصوا لترامب، وافتحوا له قصوركم وخزائنكم.
100 مليار دولار فقط كانت كفيلة بإنقاذ إخوتنا في غزة من الجحيم الذي يعيشونه، وأنتم تعطون ترامب مثلها أربعين مرة.
خسئتم يا أمراء السقوط والذل والهوان.
مع السلامة الباص با يمشي علينا.

أترك تعليقاً

التعليقات