عورة الأرض..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

كان الإمبراطور الروماني «نيرون» يهوى الغناء والطرب، ويهيم عشقاً بالتغريد والترنيم وإنشاد المواويل، ولم يشكل صوته القبيح والمزعج أي عائق أمام رحلته نحو النجومية.
فقد كان يجبر الناس على الاستماع إليه وهو يغني لأيام متواصلة، ثم يأمر حراسه بقتل واعتقال كل من يرفض التصفيق له والاندهاش من جمال صوته، حتى صار الانتقاص من فنه العظيم مصنفاً ضمن طرق وأساليب الانتحار.
الإمبراطور يصر بشدة على أنه فنان قدير، ولا أخفيكم أنه يذكرني بشخص اسمه (هـ.ش)، غير أنني أحمد الله وأشكره كثيراً لأنه ليس إمبراطوراً، وإلا كانت دماؤنا وصلت إلى الركب.
عندما يغني الإمبراطور بطبقة الجواب يبدو أشبه ببكاء وعويل عفريت صغير، وإذا ما انتقل إلى القرار اعتقد الآخرون أن الباكي هو إبليس بشحمه ولحمه، لكنه رغم ذلك يفوز بالمركز الأول في كل منافسة يخوضها، والأسوأ من هذا كله أنه المخول الوحيد بتصنيف الناس كفنانين أو غير فنانين.
لا وجود في كيانه لذرة فن واحدة، بل إن بينه وبين الفن بعد المشرقين، وقد أساء إلى الفن واغتاله دون شفقة، وبالطبع ليس من المنطقي أبداً أن يمنح لقب «فنان» أو يسلبه ممن يريد، مع العلم أنه أصلاً لم يسمح لأحد بأن يكون فناناً باستثناء نفسه..
لقد مات الإمبراطور «نيرون» وارتاح الكوكب منه قبل قرابة 2000 سنة، لكن الناس في كل زمن يصنعون «بدل فاقد»، وينصبون أباطرة أكثر جنوناً منه، وآخرهم إمبراطور الأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش».
كل ذي عقل يدرك أن الأمم المتحدة لا تعدو كونها مجرد كتلة عار نجسة لا يمكن تطهيرها بأي منظفات كيماوية أو مطهرات دينية أو قبلية، وبرغم ذلك فإنها تعامل الآخرين كأنهم لا يرون قبحها، وتقوم بتصنيف المصابين بالعار من غير المصابين، وكما يفوز الإمبراطور الروماني بالجوائز الفنية تفوز فروع الأمم المتحدة بكل أوسمة الإنسانية والطهر والشرف، وكلاهما فوزان زائفان.
نحن نتحدث عن منظمة تتلقى شهرياً عشرات الشكاوى المتعلقة بانتهاكات جنسية يرتكبها موظفوها، وعن أناس يصنعون المجاعات في البلدان ليتسنى لهم دخولها واغتصاب أهلها الجياع، وعقب جريمتهم يمنحون ضحيتهم كيساً نصفه قمح ونصفه الآخر دود، وحتى الآن لم نكتشف إن كان هذا تعويضاً أم مساعدة إنسانية.
إنها مافيا إجرامية تتقن كل رذيلة وخطيئة، ثم يقول «غوتيريش» إنه رفع اسم السعودية وتحالفها الشيطاني من قائمة العار، يقتات على أشلاء الأبرياء ودمائهم، ويثمل على آهات المظلومين والمضطهدين، ويتحدث في الوقت ذاته عن العار!
إنني على يقين أن بضعة دولارات من أمراء البغي كفيلة بجعل «غوتيريش» يغسل ملابسهم الداخلية، ناهيك عن رفعهم من القائمة المزعومة، وهذا ما يجعل عاره أكبر وأشد من عارهم.
فاقد الشيء لا يعطيه، والعاري لا يمنح ثوباً، فحري بالمرء أن يستر سوءته قبل أن يحاول ستر سوءات أسياده، كما أن عديم الشرف لا يمكن أن تكون وظيفته تشريف الناس، إنها ثوابت لا يمكن تغييرها.
هذه المنظمة عورة الأرض، وخطيئة البشرية، وكل فروعها وبرامجها عبارة عن خليط قذر من العيوب السوداء والفواحش والمنكرات، ولا خلاص من نجاستها إلا بالقيامة.

أترك تعليقاً

التعليقات