كبرياء المضروبين!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
في أحد أيام طفولتنا الحماسية، ذهب فتى من أبناء حارتنا إلى شجار، وعندما عاد لم يتعرف عليه أحد، كان وجهه قد تمزق بآلاف اللكمات والصفعات والضربات المختلفة، وإحدى عينيه كانت متورمة كأنها حبة طماطم.
سألناه ما الذي حدث لوجهه، فأجاب بكل ثقة أنه قد نكل بأعدائه وفعل بهم ما لم يفعله عنترة بن شداد، وأن الخريطة التي رسموها على وجهه لا تساوي شيئاً أمام ما صنعه بوجوههم، وهي لا تؤلم أساساً.
أخبرناه بسخرية أن الأمر واضح جداً، وباركنا له انتصاره الساحق على المتنمرين.
وفي أيام دراستنا المأساوية أيضاً، كان الطالب الذي يتلقى من الأستاذ خلعتين كأنهما بسباس حيمي، يعود إلى كرسيه محمر الوجه موشكاً على البكاء، وسرعان ما يرمقنا بنظرات حادة ويصيح: «والله ما توجع!».
باين جداً أنها ما توجع يا صاحبي!
هكذا هو كبرياء المضروبين، يدفع الشخص لمحاولة الاحتفاظ بماء وجهه مهما تلقى من ضرب.
قبل أيام، وفي مقابلة على قناة «روسيا اليوم» عبر الإنترنت، تحدث محافظ محافظة ذمار محمد البخيتي عن أضرار الحصار ومنع دخول المشتقات النفطية لليمنيين، مؤكداً أن الحصار يعد تصعيداً سنقابله بالتصعيد، بينما العسكري السعودي عبدالله غانم القحطاني يضحك باستهزاء.
قال له محمد البخيتي مبتسماً: ليش تضحك؟! تضحك على خيبتك؟!
وفعلاً كان السعودي الأبله يضحك على خيبته، ذلك أنه يضحك مستكبراً أمام البخيتي الحر، ثم يذهب مع أسياده وأمرائه للتباكي تحت القدم الأمريكية، والتشكي من الضربات اليمانية التي تقض مضاجعهم.
ويقيمون معارض لبقايا الصواريخ الباليستية اليمنية لاستعطاف المجتمع الدولي المنافق. وأمام هذا المشهد لا يجدر بأحد أن يضحك سوى اليمنيين.
لذلك سأقول للقحطاني: ههههههههه.
فأنا أضحك مستبشراً بانتصار اليمنيين بتأييد الله. وأنت فلتضحك على خيبتك فعلاً.
القحطاني أشبه ما يكون بذلك الطالب الذي يريد أن يبكي من شدة الوجع ثم يقول معانداً: «والله ما توجع».
لن أطيل عليكم، فقط أريد أن أخبركم بالبيضة التي باضها وزير داخلية الفنادق، أحمد الميسري، وذلك بقوله إن الصواريخ الباليستية اليمنية مجرد أعمدة إنارة تم طلاؤها وتلوينها!
أي إن «الحوثيين» يسرقون الكمبات من الشوارع ويلونونها ثم يعرضونها في المعارض على أنها صواريخ، وذلك بحسب تصريحات الميسري!
نحن لن نرد، سنكتفي بالضحك فقط، فالجميع يسمع شجب المجتمع الدولي ونعيق الأمم المتحدة ودفاع العالم المنافق عن مملكة النفط مع كل ضربة يمانية في منشآتهم ومصافي نفطهم.
عجيبة هذه الكمبة الباليستية التي أبكتكم قهراً! الله يحفظها بس.

أترك تعليقاً

التعليقات